كتب: أحمد الرفاعي

فى عالم كرة القدم الواقعى، دايمًا في قطبين كبار في عيون عشاق المستديرة. ففي إسبانيا هتلاقي ريال مدريد وبرشلونة، وفي الأرجنتين في ريفر بليت وبوكا جونيورز، وفي ألمانيا موجود بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند، وفي مصر طبعًا بيتمركز على القمة الأهلى والزمالك. أما في عالم كرة القدم الافتراضى، ففكرة القطبين ما كانتش غايبة، بالعكس كانت متأصلة وظاهرة بشكل أكبر. فبالنسبة لعشاق لعب كرة القدم على البلاي ستيشن أو الإكس بوكس في برضه قطبين؛ FIFA وPES.

*أسعار المنتجات في المقال هي الأسعار المدرجة في المتاجر وقت نشر المقال، الأسعار متغيرة صعودًا وهبوطًا وفقًا لحركة الأسواق.

FIFA

تُعتبر من أنجح سلاسل ألعاب الفيديو على مر التاريخ. بيرجع اسمها إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA أو (Fédération Internationale de Football Association). ففي سنة ١٩٩٣، قدرت شركة EA Sports (المنتجة للعبة FIFA) تشتري الرخصة الرسمية من الاتحاد الدولي لكرة القدم لإنتاج لعبة فيديو تحمل اسمه وتعرض مسابقاته بشكل رسمي. ولحد سنة ٢٠١٧ الكلام ده ما اتغيرش، وأصبحت الخطوة اللي أخدتها الشركة من ٢٤ سنة هي أقوى ميزة تنافسية للعبة دي.

PES

أو (Pro Evolution Soccer)، من أشهر ألعاب الفيديو اللي انتشرت في العقدين الماضيين. قبل كده كان اسمها Winning Eleven، ورغم إن الإسم ما زال بيُستعمل في اليابان وآسيا إلا إنه من ٢٠٠٧ أصبحت اللعبة في مصر وأوروبا تُعرف بـ PES. وتُعتبر اللعبة من ضمن سلسلة طويلة من ألعاب الفيديو اللي أنتجتها شركة Konami اليابانية واللي تُعتبر شركة شاملة للترفيه، فبعيدًا عن ألعاب الفيديو كونامي بتنتج أوراق اللعب وأفلام الرسوم المتحركة وبعض أفلام الخيال العلمي اليابانية. لكن احنا عرفنا الشركة دي في بداية الأمر عن طريق «اليابانية»، أول لعبة كرة قدم تلاقي نجاح كبير في مصر من إنتاج كونامي، وده كان في بداية زمن النسخة الأولى من البلاى ستيشن Playstation 1.

وسواء كنت متحمس لـ FIFA أو PES، ياقوطة هتقدم لك مقارنة سريعة لآخر إصدارات اللعبتين لعام ٢٠١٧، من حيث جودة الجرافيكس، الـ Career Mode، الجديد في الترخيص والحقوق القانونية، وفي النهاية والأهم هو أسلوب اللعب.

قبل الدخول في التفاصيل دي، بالتأكيد المقال القصير ده والتقييم السريع للعبتين مش هو اللي هيخليك تغيّر اللعبة اللي بتحبها واتعودت عليها من سنين، لكن سيقولك على بعض الملاحظات عن النسخة الأخيرة لكل من اللعبتين، عشان يستفيد منها اللي هيقوم بشراء النسخة الجديدة من لعبته أو اللي هينوي يغيّر للعبة الأخرى. وبالنسبة للي ما بيلعبش كرة القدم على البلاي ستيشن أو الإكس بوكس من الأساس، فالمقال ده مش الأنسب ليك.

 أولًا: الجرافيكس Graphics

غيرت FIFA محرك الجرافيك الخاص بيها Graphic Engine من Ignite إلى Frostbite، والأخير ده محرك بيُستخدم في ألعاب الحروب زي لعبة Battlefield. ده ما غيّرش كتير في إضاءات الاستاد الليلية اللي أصبحت مع المحرك ده قريبة جدًا للواقع. كمان أصبحت تفاصيل الملعب (من مقاعد البدلاء للمدرجات) أكثر دقة عن قبل كده.  

أما PES فبقت بتستخدم محرك اسمه FOX Engine من السنة اللي فاتت، وده ساعدها على إحراز تطور هائل في الجرافيكس، خاصةً وشوش اللاعبين. وفي ٢٠١٧، استمر التطور بشكل أكبر وأدق، فأصبح شكل اللاعبين بيبان واقعي جدًا. ورغم إن الأمر نفسه ينطبق على اللاعبين في FIFA إلا إإن البعض بيميل أكتر لتفضيل شكل اللاعبين في PES عن FIFA.  

العيب في PES إن التعامل مع جميع المباريات بيكون بشكل واحد من حيث التقديم، فهي ما بتفرّقش بين مباراة مهمة ومباراة أقل أهمية. دايمًا بيكون التقديم واحد ويفتقد لخصوصية وقصة كل مباراة. وده بعكس FIFA اللي بتتفوق حسب رأي الكثيرين في طرق تقديم المباريات؛ من معلقي المباريات لشكل المدرجات وصولًا إلى المشجعين والطابع الخاص لكل استاد، ضيف على كده إن أشهر المدربين بقى ليهم الجرافيك الخاص بيهم في اللعبة، وممكن تشوف انفعالاتهم داخل الملعب وهم بيدّوا التعليمات.

وبترجع دقة التفاصيل دي بشكل كبير إلى الحقوق اللي اشترتها FIFA من الاتحاد الدولي والأندية، الأمر اللي بيمكنها من نقل الأجواء الخاصة بكل نادى عكس PES اللي ما تقدرش تعمل كده إلا مع بعض الأندية المحدودة زي ما هيتم الإشارة لده في الفقرة التالية.

الترخيص أو الحقوق القانونية

لما بنتكلم عن الترخيص أو الرخصة الرسمية «Official License»، فاحنا بنقصد حقوق عرض البطولات بتفاصيلها، بشعارات الأندية وأسماءها، بملابس الأندية الرسمية الأساسية والاحتياطية، باسم البطولة الرسمى وما إلى ذلك. وفي الجزئية دي FIFA لا تُنافس، لإن معاها ترخيص رسمي من الاتحاد الدولى لكرة القدم من سنة ١٩٩٣، وتم تمديد العقد في ٢٠١٣ لحد ٢٠٢٢. الترخيص ده بيمكّنها من إنتاج لعبة خاصة بكأس العالم واستخدام Brand الاتحاد الدولى وبطولاته، ضيف على كده إن من أهم البطولات اللي حصلت FIFA على ترخيصها الدوري الإنجليزي والألماني. عشان كده هتلاقي فرق الدوري الإنجليزي بشعارات وأسماء وملابس مختلفة عن الحقيقة في لعبة PES، وده لأن  FIFA بس هى اللي بتمتلك الحقوق دي.

ولو بصيت للصورة اللي تحت، مش هتلاقي الشعارات والأسماء الحقيقية للفرق الإنجليزية في لعبة PES، غير لفريق أرسنال وليفربول.  

ولكن على الجهة المقابلة، PES بتحاول تقلّل هيمنة FIFA في المجال ده، فهتلاقي في نسخة ٢٠١٧ إن PES عقدت اتفاقات مع فريق أتليتكو مدريد وبروسيا دورتموند وليفربول وأرسنال والدوري الفرنسي Ligue 1، وبكده اللي بيلعب بالفرق دي هيقدر يشوف الأجواء الحقيقية في استادات كل فريق. فعلى سبيل المثال، اللي بيلعب بفريق ليفربول هيشوف استاد الأنفيلد وهيسمع أغنية جماهيره الشهيرة «You’ll Never Walk Alone».

ومن أهم الخطوات اللي نجحت PES في تحقيقها هو عقد اتفاق شراكة مع فريق برشلونة لنقل أجواء مبارياته، شعار الفريق، ملابسه الأساسية، تكتيك الفريق والاستاد الخاص به. الخطوة دي أثرت بعض الشيء على FIFA اللي مش هتلاقي فيها استاد الـ Camp Nou الخاص ببرشلونة في نسخة ٢٠١٧. بجانب ده كمان، PES بتمتلك الحقوق القانونية لبطولة دوري أبطال أوروبا Champions League والدوري الأوروبي Europa League وبطولة أمم أوروبا واللي قامت PES سنة ٢٠١٦ بإنتاج لعبة خاصة بالبطولة دي.

لكن بشكل عام، FIFA بتتفوق بشكل لا يُقارن من حيث التراخيص والحقوق القانونية للدوريات الكبرى، الأمر اللي بيمنحها أسبقية وامتياز في عرض أكتر دقة ومتعة من نظيرتها PES.

Career mode

الـ Career Mode من أكتر النقط اللي بتأثر في ألعاب كرة القدم، وهو نظام فى اللعبة اللي بيمكّنك من تولي إدارة نادٍ معين من جميع النواحى؛ المادية، شراء وبيع اللاعبين، اكتشاف مواهب جديدة، اللعب باسم النادي ده في البطولات المختلفة وما إلى ذلك. وأهم حاجة بتميز النظام ده هو الواقعية والتحدي، فعند توليك مهمة إدارة النادي بتقوم بالسير على خطاه زي ما بيحصل في الحقيقة على أرض الواقع، فانت عندك موسم طويل هتلعبه، فيه كتير من البطولات وهتقوم بعقد الصفقات وتحقيق الأرباح عشان تشوف نتايجك في نهاية الموسم.

نرجع للعبتين مرة تانية، فبالنسبة لـ PES، ما حصلش تغيير ملحوظ في الـ Career Mode  الخاص بيها. فـ (Become a Legend)  ما اتغيرتش في النسخة الأخيرة من اللعبة عن نسخة ٢٠١٦، لكن اتغيرت حاجات بسيطة في (Master League) فبقت انتقالات اللاعبين واقعية أكتر، وبقى فيه أيام محددة لإتمام الصفقات في سوق الانتقالات.

أما FIFA فطوّرت الـ Career Mode بشكل كبير بعد ما دخّلت نظام جديد يُسمى The Journey. وفيه بتقوم بالسير على خطى لاعب شاب يُسمى «Alex Hunter» نفسه يتخرج من الأكاديمية عشان يبقى لاعب إنجليزي محترف. فيه اللي استقبلوا النظام الجديد ده بنوع من الفتور وآخرين استقبلوه بحماس شديد، ولكن محدش اختلف إنه إدّى لتجربة الـ Career Mode نوع من العمق والمحاكاة وكسر الملل. ففي The Journey في مشاهد تمثليلة مصورة للتحديات اللي بتواجه الشاب ولحواراته مع لاعبين آخرين في مختلف مراحل تطوره. والنظام الجديد ده ما حلّش محل الـ Career Mode الخاص باللاعبين أو المدربين، لكن أضاف وانضم إليهم. أما مسابقة الـ Ultimate Team فما اتغيرش فيها حاجة تقريبًا عن السنة اللي فاتت.

أسلوب اللعب

دايمًا بتكون جزئية أسلوب اللعب هي النقطة الفيصلية في الاختيار بين اللعبتين. لكن فى الوقت نفسه مش موضوعية بالشكل الكافي، فآراء المهتمين لا تخلو من الانحياز لما حد بيبدي رأيه في لعبته. فمحمد (٢٤ سنة) شايف إن FIFA بطيئة جدًا في بناء الهجمة وحركة اللاعبين تقيلة وتفتقد للديناميكية. ومن ناحية تانية يوسف (٢٣ سنة) شايف إن PES سريعة جدًا لدرجة إنك مش بتحس إنها واقعية على عكس FIFA اللي بتخلي المبارة معتمدة على التكتيك والصبر في بناء الهجمة.

وفي الحقيقة بين الرأي ده والرأي الآخر نوع من الاتفاق إن PES أسرع من FIFA، وده صحيح. فالأولى ما بتعتمدش على قدرتك على الاستحواذ وبناء الهجمة بشكل منظم وإنما سرعة انتقال الكرة من مرماك إلى مرمى الخصم، الأمر اللي بيدي ميزة للمتقابلين. فمش هتلاقي حد مسيطر بشكل كامل على مجريات الأمور في لعبة PES، لكن هتلاقي سجال وتهديد للمرمى على الجانبين. ضيف على كده إن تمرير الكرة أسهل ومرواغة اللاعبين أسلس في لعبة PES. وده بالتأكيد عكس FIFA، فمع بطء الحركة شوية وصعوبة المراوغة بالكرة، بتعتمد اللعبة على الاستحواذ والصبر في بناء الهجمة وطريقة وقوف اللاعبين على أرضية الميدان والعمل الجماعي. عشان كده لو مش متعود على FIFA هتحس ببعض الممل، وكمان هتشعر إن المبارة في اتجاه واحد. فممكن حد واحد يسيطر على المباراة من بدايتها لحد نهايتها. لكن رغم كل ده أنصار FIFA بيشوفوا إن ده بيضيف نوع من الواقعية على اللعبة، ففي الحقيقة اللاعبين مش بيجروا بالسرعة اللي بنشوفها في لعبة PES.

كل ما سبق هي ملاحظات متأصلة في عقل اللي بيلعب كرة القدم على البلاى ستيشن، وكل فرد بيحدد الأسلوب اللي بيفضله وبناءً عليه بيختار اللعبة اللي تناسبه، لإن في الحقيقة مفيش أسلوب أحسن من التاني.

وفى نسختها الأخيرة ٢٠١٧، قامت FIFA بتغيير طريقة تسديد الضربات الركنية، فأضافت علامة صفراء في منطقة الجزاء بتحدّد الموضع والاتجاه المحتمل للكرة بعد التسديد، وده ساعد على زيادة الدقة شوية. بجانب ده، FIFA عدّلت طريقة تسديد الضربات الحرة وضربات الجزاء، فأصبح فمقدورك التحكم بحرية أكبر في طريقة دخول اللاعب على الكرة وموضع جسمه عند التسديد. كمان أصبحت اللعبة في نسختها الأخيرة بتركز بشكل أكبر على القوة البدنية للاعبين وطريقة الاستحواذ على الكرة.

أما PES فما غيّرتش كتير، لكن سعت لتأصيل الشعور بالإثارة في المباريات عن طريق أسلوب الهجمات السريعة والمراوغات الجميلة وسهولة التمرير والانتقال السريع من الحالة الدفاعية للحالة الهجومية وإتاحة خيارات أكتر في قوة ودقة التسديدة. كمان التغييرات التكتيكية بقت أكتر سهولة في إيجادها واستخدامها عن النسخة اللي فاتت أثناء المباريات (زي ظبط الخطوط الدفاعية وطريقة وقفة اللاعبين بالإضافة لدرجة انتشار اللاعبين في الملعب)، التغييرات دي واضحة في الصفحة الرئيسية لتغيير الخطة والتشكيل، فمش هتحتاج تدوّر عليها جوه الاختيارات المتعددة.

جوانب أخرى

من ضمن الجوانب الأخرى اللي ممكن المقارنة فيها بين اللعبتين هي اللعب أونلاين أو عبر الإنترنت. ورغم إن الجانب ده مش هيفيد كتير من الناس إلا إن قدر كبير من جمهور اللعبتين بيستعمل خاصية اللعب عبر الإنترنت من بيته. وفي الجانب ده اتفقت الآراء إن FIFA أفضل من PES. ففي الأولى من السهل إيجاد المنافسين اللي ممكن اللعب ضدهم. غير إن النقطة الأهم هو عدم وجود تأخير «Lag» أثناء المباريات، خاصةً إذا كان اللي بتواجهه عنده شبكة إنترنت معقولة. فهناك ثبات فى الاتصال بالـ Server في لعبة FIFA على عكس PES اللي بيعاني مستخدمينها من التأخير اللي بيسبب خسارة المباريات في كتير من الأوقات. ورغم كده فيه تطور كبير في اللعب أونلاين في PES لكن لسه FIFA بتتفوق.

شوف لعبة FIFA من هنا.