أهلاً بالمستمعين: نبذة عن تاريخ الراديو

ساكن فى حى السيدة 2)

كتبت شذا وليد

الإنسان بطبعه كائن اجتماعي. إحنا بنبقى في أحسن حالاتنا لما بنكون مُحاطين بمعارف وأصدقاء وعائلة بنحبهم ويحبونا. بنتفاعل ونعمل علاقات كجزء أساسي من وجودنا. على مر التاريخ، دايمًا الإنسان كان بيلاقي طريقة عشان يتواصل ويوصّل رسائل مفيدة لشخص تاني زي الترحيب والتعبير عن الحب والإعلان عن الحرب وإرسال رسائل تحذير. مع التطور التكنولوجي السريع، الإنسان بيدوّر على طرق جديدة وفعالة للتواصل. وعشان ياقوطة* بتهتم وبتحب التكنولوجيا، بنقدملكم نبذة ممتعة ومفيدة عن واحد من وسائل الاتصال المميزة اللي مابتقدَمش أبدًا، الراديو .

*ياقوطة هو محرك بحث إليكتروني، يمكنك من خلاله معرفة سعر أي منتج ومقارنة اسعاره المختلفة من أكتر من 100 محل أونلاين في مصر، وانت في مكانك. يعني هتدور وتقارن وتشتري في نفس المكان.

إزاي بدأ الراديو؟

تكنولوجيا الراديو ماتطورتش فجأة، لكن كانت نتيجة سنوات من العمل الشاق والاكتشافات العلمية. في أواخر القرن التاسع عشر، أثبت الفيزيائي الألماني هاينريش هرتز إن الموجات الكهربائية ممكن تُستَقَبل وتُرسَل لاسلكيًا. ده أتاح لتكنولوجيا الراديو مجال للتطور. ومن هنا جه اسم وحدة الهرتز، اللي هي وحدة قياس المجالات الكهربائية والمغناطيسية. بعدين في أوائل القرن العشرين، المهندس الكهربائي السويدي إرنست أليكساندرسون اخترع أول مردد أو منوب كهربائي أتاح نقل الكلام من خلال موجات الراديو. طبعًا تكنولوجيا الراديو مش معُتمدة على العالمين دول بس، لكن دي كانت نبذة عن تاريخ تطور الراديو.

أنتج أول راديو ترانزستور في أوائل القرن العشرين. وقام بتطويره جورج فون أركو وأدولف سلابي في تكساس، أمريكا.

إمتى كانت أول محطة راديو؟

2 نوفمبر سنة 1920 كان اليوم اللي شَهَد فيه العالم، أو في الحقيقة سِمِع، أول بث إذاعي. كان من خلال إذاعة راديو أمريكية اسمها KDKA في بنسلفانيا. اختاروا ساعتها التاريخ ده بالذات عشان كان وقت الانتخابات الرئاسية. الناس كانت مبهورة بفكرة إنهم يقدروا يعرفوا نتايج الانتخابات قبل ما يقروها في الجرائد. بدأ مجال الإذاعة يزدهر بعد كده بشكل كبير.

طب ومصر؟

في أقل من ست سنوات من بداية KDKA، افتتحت أول قناة إذاعية حكومية في مصر. في الأول كانت شراكة مع شركة ماركوني، أحد الشركات الرائدة في مجال الإذاعة، بعدين تم تمصيرها. الإذاعة المصرية بدأت بأربع محطات بس، بعدين توسَعت على مدار السنوات. في البداية، كانت مجموعة من القنوات التجارية الممولة بالإعلانات، فمكانتش بتقدم أي محتوى مفيد. بعدين تم إصدار مرسوم ملكي يُحدد تراخيص الأجهزة اللاسلكية. وده ساعد الإذاعة إنها تكون هادفة ومتنوعة.

أول جملة اتقالت على الراديو المصري كانت “هنا القاهرة”، واللي قالها كان مذيع الراديو أحمد سالم. الجملة دي بَقت أيقونة في تاريخ الإذاعة المصرية. للأسف، التكنولوجيا ساعتها مكانتش تساعد على تسجيل البرامج اللي في الأول فبالتالي معندناش أرشيف ليهم.

البث الإذاعي كان في الأول بيوصَل للناس اللي في محيط المحطة وبس، بعدين بقى يشمل القاهرة، وبعدين مصر كلها. المثير للاهتمام إن الناس كانت بتبعت رغباتها على الراديو من خلال التليفونات والرسائل المكتوبة!

الراديو لعب دور كبير على مدار تاريخ مصر الثري وكان ليه شعبية واسعة. كان الراديو وسيلة مهمة لنشر الأخبار والمعلومات لأن جزء كبير من سكان مصر كانوا أُميين. الراديو كان ليه أهمية سياسية لنشر الأفكار والأيديولوجيات في وقت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. بالإضافة إلى نشر أخبار عن الحروب والغارات في الستينات والسبعينات. من ضمن البرامج اللي ليها الطابع ده كان برنامج “صوت العرب”.

بالإضافة إلى السياسة، الثقافة والفنون كانوا جزء رئيسي من الإذاعة المصرية. الناس وقتها كانت بتحب تسمع برامج تعليمية وموسيقية وثقافية وترفيهية. الراديو كان يُعتَبَر اختراع مُتقدم عشان الناس تقدر تتابع الأخبار اليومية وقت حدوثها. بالنسبة للجانب الموسيقي، أنا فاكرة جدي حكالي مرة إنه كان يمتلك راديو خاص بيه في أوضته غير بتاع العيلة عشان يسمع عليه أغنية أم كلثوم الجديدة أول ما تنزل. كان يحب يسمعها هو الأول لوحده ويتسلطن بيها بعدين لما تخلَص، يتناقش فيها مع أهله وأخواته.

مع ظهور التليفزيون، الناس ابتدت تبعد عن الراديو بالتدريج. لأن التليفزيون يجمع ما بين الصوت والصورة، فدي أكيد حاجة مبهرة ومختلفة وقتها. بعديها بكام سنة، ظهر الإنترنت وغيّر طريقة الاتصال في العالم كله. الإنترنت جَمَع ما بين مزايا كل وسائل الاتصال اللي قبله، بس أرخص وأسرع وأكثر كفاءة.

بغض النظر عن كل التطورات دي، ما زال الراديو يُعتَبَر وسيلة اتصال مميزة. ناس كتير دلوقتي بتبدأ مدونات صوتية أو برودكاست، اللي هي مجموعة من الملفات الصوتية تشبه المسلسل بتبقى موجودة أونلاين. الراديو ليه قدرة على أسرك بمحتواه المثير للاهتمام. ليه طبيعة خاصة تخليك تحس إنك الشخص الوحيد اللي بيسمعه. الراديو يقدَر يرفّه عنك ويقدملك محتوى مفيد في أي مكان تسمعله.

إحنا في ياقوطة لسه بنحب الراديو وبنَعتقد إنه هيفضّل ليه سحره اللي عمره ما يقدَم. اشتري لنفسك راديو من هنا، بأسعار تبدأ من 297 جنيه مصري.

ممكن تسمع محطاتك الإذاعية المصرية المفضلة أونلاين من خلال الموقع ده.

لو عايز تستكشف قنوات إذاعية حول العالم، جرّب الموقع ده اللي هيخليك تسمع محطات راديو من بلاد كتير.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *