إزاي ممكن رواية تغير حياتك

Novels may change your life

كتب: مصطفى خالد

إذا كان الكتاب الذي نقرأه لا يوقظنا بخبطة على جمجمتنا فلماذا نقرأ الكتاب إذن؟ كي يجعلنا سعداء كما كتبت؟ يا إلهي، كنا سنصبح سعداء حتى لو لم تكن عندنا كتب، والكتب التي تجعلنا سعداء يمكن عند الحاجة أن نكتبها، إننا نحتاج إلى تلك الكتب التي تنزل علينا كالصاعقة التي تؤلمنا، كموت من نحبه أكثر مما نحب أنفسنا، التي تجعلنا نشعر. وكأننا قد طردنا إلى الغابات بعيداً عن الناس، مثل الانتحار! على الكتاب أن يكون كالفأس التي تحطم البحر المتجمد فينا”- فرانز كافكا.

في رواية ممكن تقرأها وتستمتع بيها بس تنتهي علاقتك بيها اول ما تخلصها، وفي رواية بترتبط بيها وبتبقي مش عايز تخلصها، بتتأثر بيها وبتشوف نفسك فيها وفي شخصياتها، بتدور علي أبطالها في الناس اللي حواليك، بتصدقها وبتحسها حقيقية حتي وإنت عارف إن كل الشخصيات وكل الأحداث اللي فيها من خيال الكاتب، في رواية ممكن تغيرك أو تخليك تغير حياة حد بسببها، رواية بتبتدي في حياتك بعد ما تخلص قراءتها وبتفضل فاكرها وفاكر حياتك بعديها ومهما قريت روايات غيرها بيفضل نفسك تقرأها تاني وتقول لكل الناس تقرأها.

روايات قد تغير حياتك

 ساق البامبو .. للكاتب “سعود السنعوسي”

saq elbambo

ولكن، حتى الجذور لا تعني شيئاً أحياناً! لو كنت مثل شجرة البامبو.. لا انتماء لها.. نقتطع جزءاً من ساقها.. نغرسه، بلا جذور، في أي أرض.. لا يلبث الساق طويلاً حتى تنبت له جذور جديدة.. تنمو من جديد.. في أرض جديدة.. بلا ماضٍ.. بلا ذاكرة.. لا يلتفت إلى اختلاف الناس حول تسميته.. كاوايان في الفلبين.. خيزران في الكويت.. أو بامبو في أماكن أخرى.

الرواية الحائزة علي الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) عام 2013، والكاتب الكويتي “سعود السنعوسي” أصغر حائز علي الجائزة.

الرواية بتتكلم عن عيسي/خوزيه الشاب المولود من أب كويتي وأم فلبينية واللي بيبان تأثير اختلاف الأب والأم عليه، الاختلاف بين الأب والأم في الجنسية والديانة واللغة والمستوي الاجتماعي. فالأب من أسره كبيرة  في الكويت والأم خادمة فلبينية وده اللي بيخلي أهل الأب يجبروه إنه يتخلي عن زوجته وابنه ويرجعهم الفلبين. لكن رغم كده الأب بيديله اسمه وجنسيته علي أمل إنه يرجع تاني الكويت وده اللي بيخلي الأم تربيه علي إنه كويتي وهيكون مسلم زي أبوه رغم إنه بيتربي وسط أسرة أمه المسيحية، وهو بيعتبر نفسه زي شجرة البامبو من حقه يختار الأرض اللي يتزرع فيها من غير اعتبار للماضي، ولما تجيله فرصه لما يكبر إنه يرجع الكويت بتبدأ تظهر المشاكل اللي بيقابلها من أهل أبوه اللي بيرفضوا يعترفوا بيه والمجتمع اللي بيتعامل معاه علي أنه فلبيني رغم إنه مواطن كويتي، الرواية كمان بتتعرض لقضايا فلسفية تتعلق بالهوية والديانة والجنسية وقضايا سياسية واجتماعية خاصه بمجتمع الكويت أو الخليج وقضايا الوطن العربي عموما.

الرواية هتأثر فيك وهتخليك تفكر في كل الثوابت اللي بنتولد نلاقيها وفكرة التغيير اللي ممكن يحصلنا أو يحصل للي حوالينا في الثوابت دي وإزاي نقدر نتعامل معاه.

 لشراء الرواية من هنا.

 ربع جرام .. للكاتب “عصام يوسف”

A quarter gram

الرواية تعتبر أول عمل أدبي وفني يتكلم عن الإدمان بطريقه مختلفه لأنك بتشوف فيها التجربة الإنسانية لشخص مدمن من خلال قصة “صلاح” اللي بتتعرف علي حياته من قبل الإدمان وتفاصيل رحلته مع التعاطي ومحاولات التعافي والانتكاس، الرواية كمان بتعرفك علي معلومات كتير عن برامج التعافي من الإدمان وعن “زمالة المدمنين المجهولين” وهي الجمعية الأشهر في العالم واللي بيديرها مدمنون متعافون ومن خلالها بيقدروا ينشروا فكرة التعافي من الإدمان وبيساعدوا المدمنين علي التعافي والمتعافين إنهم يستمروا في التعافي بعيد عن الانتكاس.

الرواية أحداثها حقيقية زي ما بيقول الكاتب في بداية الرواية وده السبب اللي خلي الكاتب قدر ينقل أدق التفاصيل في حياة البطل “صلاح” اللي هو صديقه وقدر ينقل الصورة زي ما يكون “صلاح” هو اللي كاتبها، وعلي الرغم إن الرواية صدرت بقالها 7 سنين إلا إنها لازالت ليها نفس التأثير علي اللي بيقرأها ونفس الحضور والشعبيه لأن مفيش رواية زيها صدرت قبلها أو بعدها.

الرواية هتأثر فيك وهتخليك تفهم نفسية الشخص المدمن وإزاي تقدر تتعامل معاه وإزاي ممكن تغير حياته، ورغم إن الرواية أصلًا بتتكلم عن إدمان المخدرات إلا إنك ممكن تستفيد بيها في إنك تفهم سلوك الإدمان عموما لأي حاجة تانيه غير المخدرات.

لشراء الرواية من هنا.

مثل إيكاروس .. للكاتب “أحمد خالد توفيق”

as-Icarus

 

المعرفة تختلف عن الحكمة، ومعرفة عدد رمال الشاطيء أو عدد أشجار الغابة لن تقودك إلى الحكمة. ربما تقودك إلى الضياع الأبدي.. ثمة أمور يحسن أن تبقى تحت غطاء، والخطر كل الخطر أن يراها أمثالك، ولربما كان ثمن الحقيقة نهايتك لأن الشمس إصر على كاهل الواهنين ..المعرفة ليست مفتاح السعادة في كل الأحيان كما يعتقد الفلاسفة، بل هي كرة نار تحرق من يمسك بها. ثمة أسرار من الخير لها أن تبقى مغطاة مسربلة في إزارها.. إنك إن كشفت عورتها أصابك الهلع والاشمئزاز.

“أحمد خالد توفيق” يعتبر رائد أدب التشويق والرعب في الوطن العربي وهو بمثابة “الأب الروحي” لكتير من الكُتاب الشباب في الوقت الحالي اللي كانوا بيقرأوا ليه سلاسل “ما وراء الطبيعه” و”فانتازيا” و”سفاري” وهما صغيرين.

بتتكلم الرواية عن شخص قادر يتنقل بعقله بين الأزمنة فيشوف في الماضي إيه اللي حصل وإزاي. ويشوف في المستقبل إيه اللي هيحصل وليه، بتحكى الرواية عن شخص قادر يعرف الحقيقة وإزاي ده بيأثر علي حياته وبيخليه زي “إيكاروس” الأسطورة الإغريقية اللي طار في السما بأجنحة ولما دفعه الفضول وحاول يقرب من الشمس وقع مات.

الرواية هتلاقي فيها تشويق ورعب وسياسة وتاريخ وفلسفة ، ورغم إن الرواية بتدور أحداثها سنة 2020 إلا إن فيها ربط بأحداث بنعيشها دلوقتي البطل حاول يكشف أسبابها وفيها تنبأ بأحداث ممكن نعيشها في المستقبل.

الرواية هتصدمك وتخليك تفكر في الحقائق اللي إنت ممكن تكون عايش بتدور عليها في حياتك وما تعرفش إنك لما تقرب منها أو تحاول تشوفها ممكن تقع زي “إيكاروس”.

 لشراء الرواية من هنا.

 وجه الله .. للكاتب “مصطفي مستور”

أأنا علي وشك الموت؟ حتى الآن لم أتشبث بأي شيء، ينبغي أن أتمسك بشيء ما قبل الموت؛ أن أغرز أظفاري في التراب قبل الموت، حتى إذا جروني علي الأرض بالقوة؛ تركت أخاديد للذكرى. ينبغي أن أترك أثراً قبل الرحيل. إن لم أترك شيئاً مني اليوم، فمن سيسمع بي غداً؟ إن لم ير الآخرون أثر قدمي، فكأني ما وجدت. لا أريد أن ينتفي وجودي. لا أريد أن أكون مثل معظم البشر؛ الذين يأتون ويذهبون دون أن يفعلوا شيئاً، وليس لهم أي اعتبارٍ في التاريخ. لا أريد أن أكون فردا مغموراً في تاريخ البشرية.

رواية مترجمة للكاتب الإيراني “مصطفي مستور” وهو أحد أشهر الروائيين في إيران في الوقت الحالي. الرواية بتتناقش مجموعة من القضايا الفلسفية والوجودية من خلال شاب بيبحث في أسباب انتحار دكتور جامعي شهير واكتشافه للأفكار اللي كانت بتطارده وكانت الدافع ليه للإنتحار، وازاي الشاب ده بيعجز عن تفسير الأسئلة دي وده اللي بيخليه يناقشها مع صديقه وزوجته وبتكون ردودهم محاولة للإجابة علي التساؤلات دي ومحاولة لإنقاذه من مصير الدكتور.

رواية شيقة في أسلوبها، عميقه في مضمونها هتأثر فيك وتخليك تفهم الحيرة اللي ممكن تصيب الشخص في بحثه ومحاولة فهمه للأمور اللي بتتعلق بربنا.

لشراء الرواية من هنا.

مرآة فريدة .. للكاتبة “رهام راضي”

mera fareda

الرواية بتتكلم عن بنت عايشه حياه سطحيه تماما، بتشتغل صحافية بتعمل حوارات مع فنانين ، مش ملتزمة بمواعيد شغلها ولا بعلاقتها بأهلها، بتسهر وتشرب وتصاحب، يعني من الآخر عايشه حياتها من غير أي هدف أو أي حاجه مفيدة، وفجأة بيتطلب منها في الشغل بدل ما تعمل حوارات مع فنانين إنها تنزل الشارع وتتكلم عن الناس والفقراء والعشوائيات ولما بتنزل بتتصدم من اللي بتشوفه وبتبتدي تحاول تساعد الناس دي وبتبتدي حياتها تتغير.

الفكرة ممكن تكون بسيطة لكن المختلف هو أسلوب الكتابة والتفاصيل اللي بتشوفها في حياة البطلة والتحولات اللي بتحصل في حياتها واللي بتخليك تصدقها وتكون مقتنع تماما إنها قصه حقيقية رغم إنها من خيال الكاتبة “رهام راضي”

الرواية ليها تأثير زي “ربع جرام” وهتساعدك تغير نفسك أو تساعد غيرك يتغير لو شاف نفسه في الرواية.

لشراء الرواية من هنا.

عن كاتب المقال (مصطفي خالد) 

أنا بشتغل في كل الأنشطة اللي لها علاقه بالكتب من أكتر من سبع سنين وحاليا أنا مدير فرع في سلسلة مكتبات “أ” أكبر سلسلة مكتبات في مصر، بقرأ بصفه منتظمه وبمعدل قراءة كتاب في الأسبوع وأوقات كتير أسرع علي حسب حجم الكتاب، بحب أقرأ في موضوعات مختلفة، وأكتر حاجه بحبها بعد القراءة هي إني أساعد الناس في إختيار الكتب اللي ممكن يقرأوها.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *