لا بد من التأكيد على
حقيقة أن وسائل الإعلام - لا سيما الصحافة - سوف تستمر في موقف المتهم البريء
وموقف القاتل والمقتول معًا حيال أزمات المجتمع المختلفة، فمع اشتداد الأزمات، تشتد
الحاجة إلى إعادة صياغة مؤسساتنا التعليمية والصحفية والإعلامية وتوحيد الأمة
جميعها على قلب رجل واحد لمواجهة هذه الأزمة الحادة التي توشك أن تهدد مجتمعنا وتقضي
على مقدرتنا في سيناريو معد سلفًا عنوانه الفوضى. فبقدر ما أن صحافتنا وإعلامنا
الحكومي ينجرفان - في معظم الأحيان - في مجرى المغالطة والعاطفة والتضليل المتعمد
أو غير المتعمد بقدر ما أن المغرضين المضللين يستغلون الموقف ليعلقوا كل نقيصة على
شماعة الإعلام والصحافة، فهي أسهل الضحايا - الصحافة - كما قال عنها الكاتب الراحل
صلاح الدين حافظ أو طي الجدران.
وتلعب الصحافة والإعلام
دورًا مهمًا فى صنع الأزمات مثلما تلعب دورًا آخر فى مواجهتها، عملية نقص المعلومات
وغياب حرية النقد والتعبير تعوقان الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى عن أداء الرسالة الإيجابية
المطلوبة.
فقد اهتم الإعلام الحكومي من صحف ومجلات
وقنوات بالغناء للحكومة والثناء على كل ما تقوم به دون نقد أو تحليل وتخفي العديد
من الوقائع عن الناس وتهون من الأمور الهامة الحيوية. فمع كل أزمة، تكشف عن عمق التخلف
وشراسة التزييف والتضليل الذي تمارسه حكوماتنا بسيطرتها على المعلومات والإعلام والهواء
الذي نتنفسه كل يوم! فنحن نحتاج إلى حرية أكثر وديمقراطية أكثر وتنفيذ ورد فعل على
كل ما ينشر ويذاع ويبث عبر وسائل الإعلام المختلفة ولا نكتفي ببرامج التوك شو الفضائية
بالرغم من أهميتها إلا أنها أصبحت تلعب دورًا كبيرًا في تنويم الشعب بحوارات وكلام
حق ولكن يريدون به باطلًا! وصحف معارضة بعضها مأجور يلعب لصالح الحكومة!!