عقد الضابط يديه خلف ظهره ونفثَ الهواء في عصبيةٍ ورمى للحارس الذي يقف بجوار سكين الكهرباء إشارة تعني....
- أااااااه.. لاااااااااااااا..أرج---ووووووك.. عاهاااااااااااا.
كانت الكهرباء تمر في كل جزء في بدنه وتخترق كل خلاياه لتحرق أعضاءه الداخلية بلهب أزرق قاتل، توقَّفت الصعقة في المرور خلال جسد المحتجز عندما تشكلت سحابة من الدخان فوق أدمغة الموجودين في تلك الغرفة القاتمة المستطيلة الخالية من أي شيء إلا مقعد يكفي شخصًا.. به طاقة كهربية لابأس بها إطلاقًا.. ويُعلَّق بها من حين إلى آخر شخصٌ أو شخصان في اليوم للاستجواب.
نزل المسؤول على ركبتيه أرضًا واقترب من السجين ليمسك رأسه ويقول:
- عزيزي الصغير لماذا لا تتعاون؟ ها... لماذا؟
وقبل الشهيق:
- ها... لماذا.. لماذا.. لماذا.. لماذا؟ هاااااااا..
كان يصرخ بها غير آبهٍ بأي شيء، وهو يلكم نزيل السجن بلا رحمةٍ ولا هوادةٍ ويُكرر:
- لماذا.. لماذا.. لماذا.. لماذا؟
انفجرت الدماء من أنف المُحتَجز وفمه وهو يخور مثل الخراف المذبوحة، والضابط لا يردد إلا كلمته ""لماذا"" حتى زفر الأخير وحدَّق إلى سقف الحجرة ليُقلِّل من غضبه.. نهض من مكانه وأخذ يسير إلى آخر الغرفة المُستطيلة وفتح الباب وهمَّ بالخروج، ولكن قبلها قال للحراس بالداخل:
- أنهوا الأمر.. لا أريد أن أرى هذا الحيوان مجددًا.
سحب القليل من الهواء إلى صدره وقال في همسٍ:
- حقًّا الصِّدق نعمة.
***