تعتبر هذه اللمحات للراحل العلامة الدكتور جمال حمدان امتدادا واستطرادا للسياحة الفكرية والعلمية التى خلفها لنا فى مذكراته والتى طاف بنا فيها بموضوعات جوهرية ومجالات رائدة تفصح عن مكنون آرائه واستنتاجاته دون تهيب أو تردد .ويلاحظ القارىء الكريم أن هذه المسودات كانت عبارة عن كتابات ذاتية لمؤلفها ولم يكن القصد منها النشر بل تسجيل ما يعن له من أفكار وآراء وكذلك التفاعل مع الأحداث توطئة لإدراجها ضمن عمل كبير كان ينوى إخراجه عن العالم الاسلامى فى الاستراتيجية العالمية ومن ثم فقد اختلط فى هذه المسودات الخاص بالعام والدراسات العلمية الرصينة ببعض الأراء والانفعالات الشخصية إزاء الأحداث أو التصرفات الآنية .وهو أمر عادى وطبيعى فى حياة كل مفكر يعايش زمنه ويساهم بفكره وعقله فى بناء المشروع القومى لبلده وأمتهومع هذا فيظل من الضرورى الحفاظ على بعض الخصوصيات وحجبها عن النشر مراعاة لحرمتها واتراما لذكرى كاتبها وحقه فى حرية التفكير والتعبير لاسيما وأن حجبها لايخل بأى حال من الأحوال بسياق الكلام أو موضوعيته ومنهجيته العلمية التى اتصفت بها كتابات جمال حمدان .وقد عمدنا الى تقسيم الدراسات والأبحاث التى وردت فى هذا الجزء الى عدة فصول تناولت شئون مصر وكذلك الشئون العربية والاسلامية بالاضافة الى شئون العالم الغربى وصلته بعالمنا العربى والاسلامى .وختمنا هذه الفصول بفصل اشتمل على بعض الخواطر والسوائح الجديرة بالتأمل والتدبر .واستكمالا للفائدة أضفنا إليها ملحقا يضم بعض كتابات جمال حمدان حول قضايا عصره .