يستعرض المؤلف في هذا الكتاب أسماء خمس عشرة شخصية من كبار رموز الثقافة المصرية في الفكر والأدب والفن والنضال. ويستذكر، وهو يدخل في سيرهم وفي إبداعاتهم وفي الأدوار التي قاموا فيها في الدفاع عن وطنهم مصر وعن ثقافتها وعن تاريخها وعن مستقبلها، من خلال علاقة الصداقة التي ربطته بعشرة منهم، ويشير إلى ما تعلمه من أفكار الخمسة الآخرين. ويستعرض في مدخل الكتاب علاقاته الأولى منذ أيام الشباب الباكر بمصر من خلال المجلات والكتب والأفلام السينمائية التي كونت في وعيه وفي وجدانه ما سمّاه حب مصر. ويعلن في المدخل ذاته أن وظيفة الكتاب لا تنحصر في استحضار سير وإبداعات هذه الرموز المضيئة من مثقفي مصر. بل هو يرمي من وراء هذا الاستحضار إلى دعوة جيل الثورة في مصر إلى قراءة تاريخ وطنهم وشعبه وتاريخ ثقافتهم لكي يتعلموا منه في نضالهم من أجل تحقيق التغيير الذي كان هدفا لثوريتهم في 25 يناير و30 يونيو. فالذهاب إلى المستقبل مشروط، كما يقول المؤلف، بالعودة إلى التاريخ للإفادة من المجيد فيه، وبتجاوزه في الشروط التاريخية الجديدة.