كتاب مسافر عن جسده: خرَاف منسي
المؤلف: أروى محمد كامل
بعد أن اغتسلت وقفت أمام المرآة بجسد يجمع مجموعةً من الأرواح المتناقضة. أمد ذراعي في كُم القميص أنظر لوجه أقرأ فيه صروف الوهن والانكسار، ابتسمت وأنا أحيي روح الله في هذا الغريب الماثل أمامي وأرحب بها، نظرة في سؤال: - من أنت؟ أجبني دون تعثر، أجبني دون اسم أو ذكرى أو ماض. أجبني بعيدًا عن الأطوال والأوزان وجميع الرداءات التي ارتديتها منذ أتيت للحياة، لا تخف !! أجبني فقط من أنت بعيدا عن الأجناس والأعراف والأنواع وكل القشور التي تمازجت مع جلدك الحقيقي؟ - طمأنته أكثر - أجبني إن أخطأت فلا بأس ! الخطا بريق أمل لاستعادة الصواب والتحرر من أشباح الوهم وتجرير عهرك مع الصدق، أنا هنا معك، أقبلُ عجزك، أمحو ندوبك وأحتويها. أنا أراك جيدًا أكثر من ذي قبل. انظر إلي. لماذا عيناك هكذا حائرة تزوغ في كل اتجاه؟! التمس لك العذر، فلا عجب أن تجد صعوبة في صياغة مشاعرك وانفعالاتك، أو أن تترجم ما في حواسك في تلك اللحظة، أعرف أن ترجمة المرء لشؤونه الوجدانية في ألفاظ ليس أمرًا سهلًاكما تبدو في الأذهان، لكن اسمح لي أن أشاطرك رقعة من وجدانك وعقلك، لا تكل هما، اطرحها علي فإنّي ملاذك وعليها وعليك أمين اغتصب بسمةً تحمل بداخلها بطولة صغيرة،واجابني : سنعرفها سويا في الطريق يا رفيق!!