تدور أحداث الرواية بداية من ربيع عام ألفين وتسعة عشر... عندما تائه مصعب في أروقة مخيلته ينظر إلى الشاطئ الغربي لليمن متسائلا... هل هذا البحر الواسع طريقه إلى الجنة ؟ ضاقت عليه الأرض على اتساعها، وبدت له الأرض على اتساعها كسم الخياط. كان مرهقًا بالتفكير المستمر في أحواله ومصيره. وقف بهدوئه المعهود، وعدم قدرته على التعبير، ورغبته الملحة في الخلوة مع نفسه، يتأمل هذا القالب المتهالك... فهل سيكون جسراً يعبر من خلاله إلى جنته؟ لقد ركض في مخيلته كل الاحتمالات الممكنة والمستحيلة، بدءاً بتحقيقه لهدفه، وانتهاءً بغرقه واستقراره في أعماق البحر الأبيض المتوسط ​​طعاماً لساكنيه، واستقر في ضميره أن طرفي البحر الأبيض المتوسط ​​هو الآخر. فالاحتمالات هي بلوغ هدفه، فالموت في حد ذاته، مثل هذا القالب، وسيلة ينتقل بها إلى جنته. وفي اللوح يلتقي مصعب بأيوب، وهو شاب سوري، والشيخ معروف هو أيضًا شاب سوري، لكنه يشبه في مظهره الدجال. ثم يعود أيوب مصعب إلى خريف عام ألف وتسعمائة وخمسة وتسعين... ويحكي له قصته مع الشيخ محمد المصري تكريما لمن اعتزل معهم شمال سوريا في زاوية الشيخ الطواف. والمغامرات التي جرت بينه وبين الشيخ الطواف. وعلى هامش هذه القصة تحدث عن قصة حب الشيخ محمد المصري لأخت زوجته خولة، وأثنى على الشيخ محمد المصري كثيرا. ويصادف أن الشيخ محمد المصري نفسه هو الشيخ مصعب ومعلمه، ولا يزال القارب يصارع الأمواج المتلاطمة، والجميع متشبث بأطرافه خوفاً على حياتهم. كان الأمر أشبه بالغرق، وكأن الساعات ترفرف فوقهم. وفي هذه الأثناء، كان القارب محاطًا بمجموعات صغيرة من أسماك الدلفين، والتي تسمى بدب البحر. وجذبت هذه المجموعات من أسماك الدلفين الجميع على متن القارب، وكأنهم يشاهدون عرضًا بهلوانيا على خشبة المسرح داخل سيركو. حدث ضجيج على القارب. سادت الفوضى، وأحس الجميع بالخطر الذي يمكن أن يهاجمهم في أي لحظة. وغرق القارب وهلك كل من كان على متنه باستثناء هؤلاء الثلاثة مصعب وأيوب والشيخ معروف. تحركت أسماك الدلفين نحوهم، كما لو كانوا فرق الإنقاذ. فصدر لهم الأمر بإنقاذ الثلاثة، وحملت السمكة بزعانفها كل واحد منهم. الثلاثة، وألقوا بهم جميعا على شاطئ إحدى الجزر.