كتاب ما بعد العولمة " دراسة في مستقبل التفاعل الحضاري وموقعنا منه "
للكاتب مصطفى النشار
نحاول فيه اختراق حاجز الزمن لكشف أبعاد المستقبل ، ومع ذلك فهو ليس رجما بالغيب وهتكا لأستاره بلا مبرر ، حيث إن قراءة المستقبل تنطلق لدينا من تحليل دقيق وعميق لما يجري في الواقع المعاصر من أحداث هي نفسها تداعيات لأحداث سابقة عليها ، وبالتالي فهي بلا شك تمثل مقدمة لأحداث تالية . وقضيتنا الأولى في هذا الكتاب هي : ما الصورة العامة لهذه الأحداث القادمة ؟ وما الملامح الأساسية لصناع هذه الأحداث ؟ وهل سيستمر اللاعبون الأساسيون على سيرك الحياة المعاصرة للعالم أم أنهم حتما سيتغيرون بعدما طال الزمن باستبدادهم وأن أوان زوال هيبتهم وتسلطهم ؟! أما قضيتنا الثانية فهي محاولة للتدليل على هذه الرؤية الفلسفية العامة للمستقبل ؛ فرغم أننا حاولنا بوسائل شتی وبراهين عدة البرهنة على أننا لم نعد نعيش عصر ما يسمى بالعولمة ، وأن انهيارها أصبح حتميا مع انهيار أسسها وقادتها ومع تنامي رقض بقية شعوب العالم لقيمها ولهيمنة قادتها ! كما حاولنا وضع صورة لما بعد العولمة وكيفية نشوء الدورة الحضارية التالية وأهم معالمها .