في القرون الأولى الماضية عاشت أقوام و انتهت و أتى غيرها و انتهت واستمر الحال هكذا على مَر العصور. استطاع مِنهم من يَتْرك خلفه أثر و تاريخ تَستطيع من خلالها الأجيال القادمة تذكرهم ومعرفة وُجودهم. ومن بين تلك الأقوام عاش قَوْم بمنطقة تُدعى "نَبْع المُحيط". مِنطقة شهدت على أناس عاشوا بها حِقبة من الزمن, وفي بداية القرن السادس عشر ازدهرت المنطقة و شهدت على عظمة ملوكها المُخلصين. ولأن الأشياء لا تدوم على حالها فقد اختفت المنطقة و أَغْرقها طوفان كبير اخْتَفى على إثره ملامح المحيط بأكمله. و لكن ملوكها العظام لم يذهبوا إلى الأبد تماما, فقد تركوا وراءهم تاريخا وآثارا شَهِد لها الجميع حتى بعد انتهاء حِقْبتهم بآلاف السنين. وها هي قصتهم تُسْرد للمرة الأولى....

مقتطف من الكتاب:

ركبوا خيولهم مرة أخرى وتهيأوا. استمروا في السير فبدأت الصحراء تختفي شيئا فشيئا. وكأن بعضا من مظاهر الحضارة بدأ يظهر لهم, قصور وقلاع. بيوت من الحجارة وأخرى من الخشب تراصت بجانب بعضها البعض. الشوارع و أشجارها تُوحي بوجود حياة على هذه الأرض ولكن... أين الناس ساكني هذا المكان؟ ما من أحد يسير على هذه الطرقات وكذلك البيوت بَدَت خالية. وجدوا بعد لحظات ثلاثة رجال. ركض كلا منهم في اتجاه مختلف. بدا عليهم الهلع و الفزع حتى أنهم لم يلحظوا شمس ومن معه. أَيُعْقل أن يكونوا أتوا في وقت غير مناسب؟ أم أن خبر سيرهم ومغادرتهم النبع قد شاع وانتشر؟ استأذن أرغد في السير بصحبة جنديان للتوغل إلى الأمام داخل الشوارع أكثر. وافق شمس وأمرهم بألا يتأخروا. توجه الثلاثة إلى الشوارع الداخلية و ابتعدوا عن الجميع.