رسالة المسترشدين
المؤلف: ابي عبدالله الحارث
السعيد من تمسك بهدي النبي واتبع سنته وسنة الخلفاء الراشدين من بعده، وحذا حذو السلف الصالح من بعدهم فهم قدوتنا وأسوتنا ونحن نجزم أنهم قد فهموا الدين الفهم الصحيح، وطبقوه على أكمل صورة ينبغي أن تكون.
وهؤلاء كان خلقهم الزهد في الدنيا ، ممتثلين في ذلك لتحذير رسول الله جل منها، واضعين نصب أعينهم قوله: «ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما ن ابسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها ، وتهلككم كما أهلكتهم» متفق عليه. (ان
وهذا هو التصوف الحق؛ زهد الدنيا وترجيح الآخرة عليها ، تجنب الحرام والاقتصاد في الحلال، التمتع بنعم الله بالكفاف، إشراك الأخرين في الاء الله ونعمه وخدمة الأهل والإخوان والخلان، فالمسلم ينبغي أن يكون كالغيث: حيثما حل نفع
وهذا الكتاب الذي بين يديك هو «رسالة المسترشدين» للامام أبي عبد الله الحارث بن اسد المحاسبي رحمه الله تعالى، الذي كان من الصوفية الصادقين الزاهدين، وله في التصوف عدة مصنفات، قال عنه حجة الإسلام الغزالي في «إحياء علوم الدين»: «والمحاسبي رحمه الله حبر الأمة في علم المعاملة، وله السبق على جميع الباحثين عن عيوب النفس وآفات الأعمال وأغوار العبادات».
وهو كتاب جليل القدر عظيم النفع، يتضمن من الحكم والمواعظ والاثار ما فيه إرشاد وتوجيه ونهي وتحذير، وفي ذلك سكينة للقلب وهداية للفكر، يحتاجها الرجال والنساء، والشباب والشيوخ، لاسيما في زمان قد طغت فيه المادة على الروح، ونسي الناس الدين والأخلاق، أو كادوا؟
وهذا كتاب يرشدنا ويذكرنا بأن الاخلاق يصلح بها الناس في جميع أحوالهم، لأن بها و تستقيم امور معاشهم ومعادهم . فيسر دار الفاروق للاستثمارات الثقافية» تقديمه للقراء جميعا .
الغلاف: ورقى
عدد الصفحات: 95