جبل الدرنكة (عادل فتحي عوض)
يا للكارثة يا للكارثة .. فلنصعد إلى الأعلى يا نادر بيك.. كانت تلك كلمات أحد رجال هيئة الآثار المخضرم الذي يبدو عليه أنه استشعر الخطر الداهم المحدق بهم فابتعدوا مسرعين صاعدين نحو الجبل .
وفجأة سمعوا دوي انفجار هائل جعلهم ينظرون جميعًا خلفهم، فإذ بالقرية المسكينة قد غطتها قبة من نار ودخان كثيف. كان قنبلة القيت عليها، وبدأت النيران تمتد بسرعة مخيفة فوق الماء كأنها حمم بركانية تندفع نحو البيوت بسرعة اندفاع الماء تشكل مسارات من نار مضيئة ومشتعلة حولت الترع إلى حمم من لهيب وتحولت الشوارع إلى أنهار من نار.
وتسربت النيران بلا استئذان للبيوت الطينية الفقيرة التي امتلأت ليلا بالمياه واستيقظ أهلها فجرًا ينزحون الماء المخلوط بالبنزين فلم تمهلهم المياه كي يبعدوها عن منازلهم البسيطة، بل تحولت المياه إلى قطرات من نار ملتهبة تأكلهم.. وتشوي جلودهم.. ويتصاعد الدخان الأسود في كل مكان يخنق أطفالهم ويعمي أبصارهم كانوا ينظرون إلى القرية وهي تحترق متسمرين مذهولين متحجرة أعينهم فاقدين النطق.. فلم يعد أي صوت ينبس من شفاهم.