تطلعت الى كتله الظلمه الممتده بحجم الكون وضوء السفينه البعيد الشاحب المزهوق هذه السفينه تقف منذ شهر خارج البوغاز.على يقين انا انها هى نفسها رغم انه لا نوء فى الجو ولا عواصف. وسمعت صوت الموج..غاضباً.. قانعاً.. متخاذلاً.. لا ادرى! لوألقى بنفسى على الصخور الخشنه الصلبه سأموت. ليكن. هذا الماء الغبى لايفعل شيئأ غير المد والجزر طوال ملايين السنين.. ووحده مع نفسه لايشارك احداً فى شئ ولا يبالى بالسفن التى صارت تدوس فوقه، ولا بالنفايات التى تلقى فيه، ولا الاسماك التى تتناحر تحته هل يضير العالم شيئاً ان يفقد احد ابنائه المهملين؟ لكنى فكرت فى استقبال العائد من القدس بعد ايام. هذا ما يقوله ” شجره محمدعلى” بطل هذه الروايه العجيب الذى كان يمارس عملا غريبا هو اخراج المظاهرات المؤيده للرئيس السادات. انها شخصيه التقطها الكاتب من التحولات السياسيه فى الحياه المصريه وهى غير مسبوقه فى الروايه العربيه مع شخصياتها الاخرى ومع هذا فرغم حزنها الشفيف تجنح الى الكوميديا وروح الدعابه وتدور مثل سائر اعمال المؤلف فى مدينه الاسكندرية.. عشق الكاتب الكبير.