لا يزال حُرًّا جسديًّا، ولكنه أصبح مُقيَّدًا روحيًّا! سيظل قاتلًا في نظر نفسه، لقد قتلَ رجلًا بريئًا من أجل ماذا؟ بعض الأوراق الخضراء التي تدير حياتنا، يسعى وراءها الناس وفي الحقيقة هي مثل السراب، كلما وصلت للبعض منها اكتشفت أنها لا تساوي شيئًا وتبحث عن المزيد، فمقارنة بمن حولك ما تملكه هو سراب! لماذا يشعر بهذا الشعور الذي يُقيِّده؟ لقد قَتَلَ من أجل أن يستمرَّ في الحياة، أو ليُحسِّنها قليلًا، أليس ذلك من حقِّه؟ حيث إنه لطالما عانى منذ صغره. إنه يبتغي حياةً، يضمن فيها أنه سيجد المأكل والملبس لغدٍ. حياة مثل باقي الناس الطبيعيين. هو الذي كان يشعر دائمًا أنه أقلُّ منهم، يريد أن يشعر بالمساواة ولو لبعض الوقت القصير، وعلى أي حال هو يستحق المحل والحياة مع صفاء، أكثر من عصام هذا الذي جاء ليرى أهله بعد وفاة والده ساعيًا لاستعطاف أمه حتى كما يُقال في اللغة الدارجة "يكوش على كل حاجة".إنه ابن أهملَ واجبه تجاه والديه، هجرَهُما حتى ظنَّا أنه تُوفِّي ولم يرجعا يذكرانه حتى في كلامهما حتى لا يتألما. كم يكرهه! يبغض كل شيءٍ فيه، بدءًا من رأسه الخالي من الشعر حتى حذائه الملطخ بالطين الذي أخذه منه بعد أن قتله. إنه ليس نادمًا على ما فعله ولو رجع به الزمن لكرَّر ما فعله بل بوحشية أكثر. لقد سئمَ هذه الحياة غير العادلة التي تنصف جاحد حبِّ والديه عن الذي رفق بهم. لقد اختلَّ الميزان بين الحق والظُّلم وهو الذي سوف يرجعه إلى أصله! ما الصح والخطأ إلا مفاهيم وضعها بعض المتغطرسين، الذين يظنون أنهم يفقهون كل جانبٍ من جوانب الحياة! لقد خُلِقَ شلبي ليصير فوق القانون.