كتاب النهاية 2 للكاتب ممدوح مصر الله
يتهمونني بالنسيان . بأنني أهملت القصة حتى أنني لا أذكر متى بدأ كل شىْ في الانهيار بل و احيانا حتى أنسي كيف بدوت مثلهم لا أملك رفاهية استعادة الذكريات قد صرت مجبرا على القفز من حفرة إلي حقرة لعلي أجد فيها بصيصا من الأمل , يمنحني الفرصة للعيش من جديد لكني أذكر جيدا حين انتهي كل ما أعرفه و حل محله عالم جديد، أذكر حين اكتظت الشوارع بالسيارات المعطّلة، والحيوانات النافقة، والجثث التي ملأت جوانب الطريق، أذكر حين حلّ محلّه الظلام وحين فقد كل من حولي عقلهم، وأنا الآخر فقدته لكني آثرت الصمت. أذكر حين وجدنا الأمان، الجيران، حين وجدتها، حين عثر كل منّا بين أنهار الدماء في أعماقه دفين التراب، قلبه المفقود حين بأيدينا أضعنا كل شيء، وصار لزامًا على كل منّا في عالم سادته الوحشيّة، أن يبدأ من جديد وهذه المرة قد يضطر للبدء بمفرده، أن يجوب الأرض كلّها محاولًا النجاة أملًا في العثور قبل أن تدركه النهاية على فرصة أخيرة..