- المسافر
- ج1
- إسلام عماد
- دار اكتب للنشر والتوزيع
- 190ص
- 14*20
فيإحدى ليالي ديسمبر الباردة عام 1985... ارتفع صوت بكاء طفل رضيع بأحد الشوارع الخلفية لحي شبرا، ازدادت شدة البكاء عاليًّا بطريقة متزايدة كطريقة الكريشندو التي يؤديها الأوبراليون. كان ذلك بكاءه الأول خارج رحم أمه الدافئ، فلقد تمت عملية الولادة بالبيت بعدما سال ماء الرحم بطريقة مفاجئة منعت أي ترتيبات مسبقة أو أي تجهيزات ممكنة لتلك الولادة المنتظرة بعد سنوات من عقم وتردد على عيادات الأطباء وإحباط متواصل من كلا الوالدين.
ولم تمر دقائق حتى ازدادت حدة البكاء بطريقة غريبة، بل تضاعفت وتنوعت أيضًا؛ لم يكن البكاء آتيًا من الرضيع فقط، بل أمكن وقتها سماع أصوات عديدة لصراخ وعويل نسائي بشكل غير مناسب لظروف هذا الحدث البهيج!
يا للأسف، فلقد توفيت الأم جراء عملية الولادة المنزلية تلك. توفيت، قد تركت صغيرها يعاني شتاء تلك الليلة الباردة وحيدًا..
لقد كان أنا هذا الرضيع... أنا "أدهم عبد الرحمن"، شاب مصري في أواخر العقد الثالث من عمري، لن أسرد تفاصيل أكثر حاليًّا، فالصفحات القادمة كافية أن تحكي عني ما لن تعرفوه من أحد سواي. سوف أقص عليكم قصتي، قد تتعجبُ منها، وقد تألفها كأنه أنت!
أحذركم قبل قراءة تلك الصفحات أن تتركوا كل ما تعتقدون بصحته ورائكم، فلقد كنتُ مثلكم، ولكني عرفتُ الحقيقة وتركت كل ما أنا فيه من وهم!