"إن
كتاب ماكوتوميزوتاني مبتكر وعلمي وجاء في الوقت المناسب تمامًا؛
حيث يتوق العالم إلى معرفة كيف يمكن للحركة الإسلامية المضطهدة التي وصلت إلى
السلطة (2012م) التماهي مع توقعات أولئك الذين قاموا بثورة سلمية أسقطت رمزًا لستة
عقود من الديكتاتورية شديدة القسوة والبطش والشراسة بصورة متزايدة. ولذلك، فهذا
الكتاب بحث جادّ وعميق بامتياز. بالإضافة إلى أن الزاد الفكري الذي تركه أحمد
وحسين أمين فريد من نوعه ولا يوجد من هو أفضل ـ حتى في مصر ـ من الدكتور ميزوتاني
الباحث الياباني المتميز والخبير بالشؤون العربية للتعريف بهما. وهذا ما جعل كتابه
مبتكرًا وجديدًا؛ حيث تتبع بكل دقة ومهارة الخيط الذي يربط بين الكنوز التي تركها
لنا أحمدأمين ـ مؤلف أفضل دراسة عربية للتاريخ الإسلامي حتى وقتنا
هذا ـ وبين فكر ابنه حسين التحليلي المتفتح وتجلياتها على أحوال مصر أثناء
دخولها نفقًا مظلمًا. ولذلك، سيستشعر القارئ قدرة ميزوتاني المستمدة من
خبراته العلمية والدبلوماسية على سبر أغوار القضايا التي شغلت مصر بقوة في القرن
الماضي من خلال استدعاء فكر اثنين من أبرز مؤلفيها شاءت الصدفة أيضًا أن يكونا
أبًا وابنًا."