في هذا الكتاب يوجه الكاتب النظر إلى العمل الاجتماعي قيمة وثقافة وخالقا للوعي. ويؤكد الكاتب أن جوهر الإنسان هو الفعل. وينبثق عن الفعل كل من العقل/الفكر المميزان للحضارات، وإذا غاب الفعل عن حياتنا. نحصر قضايانا في إطار الفكر النظري… والفعل متغير بينما الكلمة المستقلة عن الفعل أبدية. ولهذا نعيش أزمة المفارقة الخطرة بين الكلمة الموروثة وواقع الحياة المتجددة. ويناقش الكتاب عددا من القضايا الاجتماعية التي تعتمد مرجعيتها على مقولات السلف كأنها نص مقدس، مع بيان أنه بسبب غياب الفعل/ العمل الاجتماعي أصبح الموروث النظري ملاذنا نطوع له الوجود، وغاب الواقع عن عيوننا وفكرنا ونسينا مقولة “النص مُتَنَاهٍ وواقع الحياة غير مُتَنَاهٍ” مما يلزمنا بأن نكون فقهاء عصرنا؛ قراء وصناعا لواقعنا.. وعشنا خارج الزمان والمكان. وبات لزاما أن نسقط كل المحارم التي صاغها السلف لزمانه؛ وكذلك المحارم الممثلة للقوى الكبرى وكأنها وحدها الفاعلة والمسؤولة.