الشعر العربي النيجيري (سفيان محمد الرابع)
كانت القيم الموروثة لدى الشعب النيجيري والقيم الدينية محورًا أساسيًا في حياتهم، فأصبحت خطوطًا حمراء لا يُسمح بتجاوزها مهما كانت الظروف، هذا هو سر اختفاء بعض القيم الفنية والشعرية في قصائدهم خصوصًا تلك الفنون المثيرة للشجى والشهوات، أو الغرائز، أو التي تثير مشاعر الآخرين، أو توقظ الشحناء بين الناس والتباغض والتنافر أو التي تدعو إلى التفاخر والشعور بالفوقية، فتركوا كثيرًا من الأغراض الشعرية التي يعرفونها حق المعرفة لتلك الأسباب، بالإضافة إلي أن الشعراء في العهد الفودي إلى عهد الاستقلال علماء ،أجلاء، وفقهاء ،أعزاء، وقضاة عظماء، وأئمة فضلاء، وقادة شرفاء، فلا يمكن وجود شعر غنائي يترنح في وسط أولئك.
فأصبحت الفنون الشعرية التي تُظهر قوة الشاعر مختفية إلى حد ما ، مثل الهجاء، والفخر، والغزل، وشعر النقائض، وغير ذلك من الفنون التي تظهر أن صاحب القول قوي أثبت قدميه فيما يتحدث عنه أو فيما خرج منه، لا يعني أن هذه الفنون مجهولة لديهم، بل يعرفونها حق المعرفة، إذ مارسها قليل منهم في أوقات الضرورة أو عندما تدعو الحاجة إلى ذلك.