"
قال أرسطو:
""خلقوا الإله على طريقتهم ليس فقط بالشكل ولكن بطريقتهم في الحياة""..
بالمجتمع المصري القديم ظن الفراعنة, والكهنة أن اللغة, والكلمة ""تجسيدٌ"" للعقل وإظهارٌ (وكشفٌ) لما يجول فيه من أفكار، وارتأوا أن ذلك ينطبق على العالم الطبيعي، باعتباره تجسيدًا لِلُغةِ الإله وكلمته - لما يجول بعقل الإله .
فالله سيكشف عن أفكاره بنُطقها كوجود وعالم (الذي نعيش فيه) - (نرى تأثير ذلك فيما بعد بالمسيحية بإنجيل يوحنا:
""في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله""، ومن ذلك أتت فكرة عقل العالم أو أن الكون يحكمه عقلًا هو عقل ""آمون"" الإله الخفي الذي ""تمخَّض عنه العالم المادي بما في ذلك الإنسان"" (تشابهه في هذه النقطة - أي ولادة العالم من الإله - أغلب الديانات القديمة والحديثة وحتى الديانات الأمومية، والاختلاف فقط في التفاسير).
هذا الإنسان الذي كان هو كذلك مجرد فكرة في عقل الإله (بالمفهوم السابق)، سيُنطِقه الإله كمخلوق. ومنه فإن الإنسان الذي كان فكرة (بالعقل الإلهي) سيصبح كلمة - كلمته - (كمخلوق وجودي). ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الإله الذي نطقه/خلقه/أوجده ككلمة منه تعبر عن فكرته، سيتكلم عبره. ليصبح الإنسان ذلك المخلوق الذي يتحدث باسم الإله، المخلوق الذي سيسكنه الإله الخفي. ليصبح مخلوقا إلهيًّا.
وقد اتخذ الإله هذه الخطوة، نظرًا لأن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي تمكَّن من تكوين لغة تواصلية معقدة ومتقنة ومسموعة، واستطاع من بين الرئيسيات أن يُطوِّر حضارةً ونظامًا اجتماعيًّا مُحكمًا ومتطورًا.
من هنا جاءت الأفكار الدينية حول وضع الله لكلمته في قلب الإنسان - (وللتوضيح، فالمجتمع الفرعوني لم يكن يفرق بين ""القلب والعقل والروح"" باعتبارها شيئًا واحدًا هو مصدر الإدراك والفهم، الذي ينتج عن العضلة التي تضخُّ الدم لكل أنحاء الجسم، أي الجهاز القلبي الوعائي) - وعندما سيضع الله كلمته في قلب الإنسان (وهو ما يُعرف بالوحي الإلهي أو السماوي) فإن كلمة الله ستتجسد على لسان هذا الإنسان. الكلمة هنا ستتجلى كقانون اجتماعي (الشريعة التي تحكم المجتمع).
"