كتاب أنوار الثورة سنة 1919
المؤلف: الشريف منجود
تملك الفنون ما لا تملكه سواها ، تملك ذلك الأثر الفاعل الباقي ، الذي يلمع دوما وينتشر ضوؤه في كل الأرجاء ، فهي الشاهدة على وجود الإنسان ، بل مؤثرة في هذا الوجود لا محالة ، والوسيلة المعبرة ، والمشاركة في نجاحاته واخفقاته في مكسبه وفشله في سباته وثورته ، وإذا كان الإنسان باقيا فالفن رفيقه في البقاء ، رفيقه في العتمة قبل النور ، في العذاب قبل النعيم في الهدم والبناء ، فهو ثورته التي لا تنتهي لذا لا عجب في أن يقترن حديثنا عن الثورة بالفن ، سواء كانت تلك الثورة سياسية أو اجتماعية أو حتى اقتصادية ، فالفن حاضر لا محالة ، ولن تكون هناك ثورة إلا وكان الفن محركا وشاهدًا ومؤثرًا ومتأثرًا . وإذا كان الكتاب يتناول أنوار ثورة ۱۹۱۹ بصورها المختلفة ، فأولى به أن يتناول الفن الذي هو أكثر هذه الأنوار بريقا ، ورغم مرور أكثر من مائة عام إلا أننا ما زلنا نجني ثماره ، وندرك عتباته التي تخطاها جيل تلك . الثورة ليقدم رؤى جديدة في الفنون كانت أولى الخطوات التي تبعتها الأجيال المتلاحقة لتكمل ما قد بدأ .