اقتبست الكاتبتين عنوان
هذا الكتاب "حذارٍ من جوعي" من قصيدة محمود درويش "بطاقة
هوية". وينقسم الكتاب إلى جزأين: الجزء الأول تروي فيه الأديبة "ميلينا
آجوس" المأساة التي حدثت في إيطاليا في عام 1946 في شكل روائي وبأسلوب أدبي،
وفي الجزء الثاني تسرد الصحفية "لوتشانا كاستيلّينا" القصة بشكل وثائقي
استنادًا للمصادر التاريخية الحقيقية.
وقد بدأت هذه المأساة أثناء
الحرب العالمية الثانية وتحديدًا عندما قامت حرب مدينة "بوليا"
بإيطاليا، في الوقت الذي كانت تعيش فيه إيطاليا أزمة اقتصادية كبرى وأزمة بطالة
لدرجة تكاد تصل إلى المجاعة. لذا كانت تشهد البلاد حينئذ ثورات واحتجاجات كبرى من الفلاحين وعمال اليومية الذين لا يجدون قوت يومهم، وكذلك العائدون من الحرب الباحثون عن عمل. ففي يوم 7 مارس 1946 في مدينة
"أندريا"، عندما اجتمع حشد كبير من هؤلاء الفقراء في انتظار خطاب الزعيم "چوزيبِّه دي
ڨيتوريو"، أُطلق الرصاص من أحد أسطح قصور الأغنياء
لإثارة الحشد. إلى أي مدى وصلت هذه المأساة؟ هل الأغنياء مذنبون حقًا فيما حدث أم
ضحايا هذه المأساة الإيطالية؟ مَن المتهم في هذه القضية؟ بالتأكيد هناك متهم، ولكن
التاريخ سيظل يتذكر هذه المأساة الإيطالية.
وُلدت ميلينا آجوس عام
1955 في مدينة "چنوة" بإيطاليا، وتعيش في "كاليَري" حيث
تُدرِّس الإيطالية والتاريخ في المدرسة الثانوية للفن. تُعد رائدة للأدب الحديث
لإقليم "ساردينيا" بداية من الثمانينيات. نُشرت أول رواياتها
في عام 2005، ولها أربع روايات أخرى. ترجمت رواياتها إلى أكثر من عشرين
لغة، ونالت العديد من الجوائز الأدبية، بما في ذلك جائزة "زيريلّي
ماريموه" المرموقة في نيويورك. في عام 2014، نُشرت روايتها هذه
"حذارٍ من جوعي" مع "لوتشانا كاستيلّينا". وحصلت
الرواية على جائزة "البحر المتوسط" عام 2015.
أما لوتشانا
كاستيلِّينا الصحفية والكاتبة، والناشطة السياسية الكبيرة، ولدت عام 1929 في روما.
انضمت إلى الحزب الشيوعي الدولي في عام 1947 وانشقت عنه في عام 1969 عندما أنشأت
جريدة "المانيفيستو" الإيطالية بالتعاون مع آخرين. نُشر لها كتاب
"اكتشاف العالم" والذي كان في القائمة القصيرة لجائزة
"ستريجا" في عام 2011. وكذلك نُشر لها كتاب "سيبيرية" الفائز
بجائزة "ڤالّومبروزا" الأدبية في عام 2012. شاركت "ميلينا
آجوس" في كتابة الجزء الوثائقي من هذه الرواية
"حذارٍ من جوعي".