سنوات مرت ومر بها أشخاص لم أعهدهم من الغائبين, تركت أحلامًا عديدة على أعتاب المحاولات, تغيرت ملامح وجهي وبرزت بعض التجاعيد به, وبرزت كثير من المنحنيات بقلبي وعقلي, اكتشفت الأسرار الغامضة في نفسي, وعلمت أن ثمة أشخاصًا نلقاهم في زحام الحياة قد يكونوا فيها بعد نقطة رؤيتنا الوحيدة, وأن أشخاصًا كنا نتقاسم معهم الحياة قد لا ينتمون فيما بعض إلى أي بقعة من الأرض بالنسبة لنا, تعلمت بالتجارب التي كانت تحمل بقسوتها ألما مفيدًا أن سبيل النجاة لم يكن في الآخرين بل كان في قلب يرتضي بما تركوه من مساحات تسع غيرهم, وأن أحلامنا التي رأينا فيها ملخص الكون ولم تكن لنا, كانت تدفعنا إلى أحلام آخرى تنتظر خطواتنا.. أن الشغف هو ملخص العمر, والصدق هو مدخل كل قلب, والحب هو المعنى الأبقى وإن لم يبقَ من كانوا معنا به.بهذه الاكتشافات وبالحنين الذي يأتي مع استجداء الدفء في بدايات الشتاء, أكتب لكل الغرباء الذين تركوا في قلبي شيئًا, لمن أريد أن أهديهم بعضًا من حكاياتي, وربما من حكاياتهم, عسى أن أختصر عليهم الطريق.