أتناول
في هذا الكتاب رحلتي في تركيا في نهاية فصل الخريف سنة 2011 بعد ثورة 25 يناير , قادما من روسيا .. قضيت في روسيا حوالي عشرين يوم رأيت
فيهم الثلوج لأول مرة في حياتي ,و أستحممت
في الحمام الروسي قافزا في الثلوج شبه عاريا في درجة حرارة -18 قادما من غرفة بخار تبلغ
حرارتها 70 !! أستطعت العدو عاري
الصدر أثناء هطول الثلوج في درجات حرارة -15 .. رأيت الثلوج على مرمى
البصر .. زرت قرى في الأرياف الروسية كانت تستخدم كمنفى للأعداء السياسيين في عهد
الاتحاد السوفيتي .. دخلت أديرة و كنائس ..قضيت ليالي في بيوت عدد من العائلات
الروسية .. زرت أكبر المدن الروسية الغربية ..رأيت من يشربون الفودكا و يرتدون
الشبكا-غطاء الرأس الروسي-..لكن على الرغم من الأحداث التي مررت بها هناك أخترت أن
أبدا أول كتاب لي عن الجزء الثاني من الرحلة .. تركيا .. جبال الأناضول .. بقيت
حوالي شهر كاملا في تركيا زرت خلالها ثلاث مدن ..إسطنبول , سفرنبول , كوتشكوى ..
الغرب و الشمال و الوسط الغربي..بحر مرمرة و البحر الأسود و بحر أيجة.. مررت بلحظات كثيرة .. ضحكت فرحا ..
أرتعشت ضعفا .. تجهمت كأبة .. تسلقت جبلا .. تجولت بين حقول غناء .. رأيت غروبا
للشمس لم أره في حياتي ..عملت مندوبا لبيع الرخام .. تطوعت للعمل في الحقول
الجبلية .. بت في البيوت الخشبية و بيوت الشباب الخرسانية .. تعاملت مع أتراك ,
مغاربه , فرنسيين , إنجليز , أسترالين , أمريكان , ألمان , روس , دنمركيين ,
مصريين و نمساوين .. عاشرت الأتراك الأغنياء و الفقراء .. الشيوعين و الجهلاء ..
القومين و السفهاء .. المهندسين , الحرفين , الموظفين و الشرطة .. جعت و شبعت ..
سيرت على أقدامى لساعات .. ركبت حافلات السفر و العبارات .