كتاب مقتل دميهللكاتب حامد الشريف
عدد الصفحات: 256 مقاس الكتاب: 14*20
اللافتُ أيضًا في الرواية، بُعْدُ الرؤية لدى الكاتب، الذي يستخلص -على لسان البطلة- العِبَرَ من الأحداث، بالأخصّ في كلامه على الوطن وصِلة الإنسان العميقة به، والمرأة وأهمّيّة نيلِها حقوقَها وحرّيّتَها، وتصدِّيها لكلّ من يحاول أن يغتصبَها منها. فجاءت الرّواية صرخةً مدوّية في وجه مجتمعٍ عاشت فيه المرأة طويلا في الظِّل، لا يحقُّ لها أن تُبديَ رأيها، إذ ثمّة من يتكلّم باسمها، ويقرّر عنها، ويُبقيها خلفه بحجّة حمايته لها وصون عِرضها وعِرضه، ويتصرّف في كلّ ما يخصُّها على أنّه ملكه، كما يعتبرها هي الأخرى كأحد مقتنياته، حتى باتت مغيَّبة بشكل شبه كامل. فتعلنُ البطلة رفضها لهذا الواقع، محاولة تأكيد العكس، وتغيير صورة المرأة في أذهان الشرقيّين والغربيّين على حدٍّ سواء: "لعلَّهم يظنُّون أنَّ المرأة العربيَّة المُغرِقة في البداوة متخلِّفة، لا تُتقن شيئًا غير أن تكونَ أنثى يفترشُها الرجل، فتُكثر سوادَ بني جنسها. وعندما تأتي بأيِّ عمل خلافَ ذلك، يُعَدُّ أمرًا خارقًا يستحقُّ الوقوفَ والتأمُّل