- مذكرات سعد الدين إبراهيم
- السيد الحراني
- 500ص
- 17*25
- دار اكتب للنشر والتوزيع
لا شك في أنني أسير على حدِّ
السكين، وأعمل ضدَّ التيار عندما أتناول شخصيةً ليست سهلة المنال، ولم يجمع حولها
الناس، فهو كثيرًا ما أُثير الجدل حوله، سياسيًّا واجتماعيًّا، ولكن بالتأكيد هذا
الجدل لم يتسرب إليه ثقافيًّا وعلميًّا، فهو في النهاية –شاء، أم أبى البعض منّا- أستاذ
المادة وصاحب العلم في تخصصه الصعب، الذي يعمل بشكل أساسي على تشريح الشعوب، وإظهار
مواطن الضعف والقوة في الطاقة البشرية للبلدان شرقًا وغربًا.
عندما جالستُه لأول مرة علمتُ
من الوهلة الأولى لماذا يكرهه البعض، وأيضًا لماذا يذوب في حبه البعض الآخر، فهو
رجل تحمل شخصيته ملامح كثيرة ربما نفتقدها الآن في الكثيرين من النخبة السياسية
والثقافية، يكفي أنه دائمًا يتحدّى الطبيعة المُجتمعية محاوِلًا أن يصل بوجدانه
إلى شاطئ قناعته، سواء توافق معها البعض أم رفضها، فإيمانه بالديمقراطية يصل إلى حدِّ
أنه يطبق حقيقة ما يؤمن به طالما أن إيمانه لا يُكفِّر الآخرين ولا ينال من حريتهم
وكبريائهم وكرامتهم وإنسانيتهم التي فُطروا عليها، فهو عكس ما تفعله الحكومات والأنظمة
القمعية بشعوبها وما تفرضه عليهم. حمل على عاتقه مبادئَ –ربما- يراها البعض مِنّا
جرائم كبرى لا يمكن أن تُغتفر، ومنها: المطالبة بالديمقراطية (التي هي في نظر
التيارات الإسلامية ليست من الشريعة)، والدفاع عن حقوق الأقلية المسيحية من
المصريين، وتحقيق حلم الوحدة العربية التي لم تتحق حتى الآن.