تدخل إليه السكرتيرة حاملة فنجان القهوة المعتاد، بعد أن غادر آخر مريض العيادة، تضع الفنجان أمامه في حرص وفي المكان المحدد له، وتحدثه:

•  دكتور، لقد استلمت ظرفًا اليوم باسمك، وصل عن طريق شركة شحن.

يردد وراءها في دهشة:

• أنا لم أطلب أي شيء عبر شبكة الإنترنت، ليصلني خلال شركة شحن. 

همست لنفسها وهي تنظر أرضًا في دهشة مماثلة: 

 "ربما يخص أحد الجيران!"

ثم عادت لتحدثه في تأكيد:

•  إنه يحمل اسمك أنت يا دكتور، ولقد قمت بالتوقيع باستلامه بالنيابة عنك، سأحضره حالًا لتتأكد بنفسك.

 دون أن تنتظر أي تعليق منه، خرجت لتعود حاملة ظرفًا بلاستيكيًّا في حجم كتاب متوسط ووضعته أمامه، ليتأكد من بياناته المطبوعة على عبوة الشحن، ويستنتج أنه يحتوي على كتاب، فيرفع بصره إليها قائلاقائلًا:

• حسنًا يا فوزية، يمكنكِ الانصراف الآن.

 تغادر الحجرة بعد أن تترك له ظرفًا آخر به مبلغ كشوفات اليوم، وقائمة بأاسماء الحالات وعددهم، يمسك بهذا الظرف والكشف الذي أعدتهما السكرتيرة ويضعهما في درج مكتبه بلا إاهتمام؛ ثم يقوم بفتح ذلك الظرف الآخر الذي يحمل اسمه وعنوان عيادته الرئيسية.