نصف قرن في أفران الصحافة الساخنة عاشها عادل حمودة واحترق بنارها وكشف من أسرارها ودافع عن حريتها ودعم وجودها وساهم في تطويرها وقدم أجيالًا جديدة تواصل رسالتها.. ربما.. بدرجة من العشق والتفاني من الصعب على غيره الوصول إليها.   تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وبدأ مشواره المهني في روزاليوسف محررًا تحت التمرين حتى تولى مسئولية تحريرها لمدة ثماني سنوات، جعل منها أجرأ وأقوى المجلات السياسية العربية وأكثرها توزيعًا وتأثيرًا في تجربة نادرة شديدة التميز استفادت منها صحف ومجلات أخرى وأنقذتها من الفشل والانهيار.    وانتقل عادل حمودة بحُلمه إلى الصحافة المستقلة ليبدأ في إعادتها إلى النور من جديد بتأسيس صحيفتي: صوت الأمة والفجر، فاتحًا الباب أمام تيار من الجرائد الخاصة فرض وجوده علي بلاط صاحبة الجلالة.    وخلال سنوات خدمته فجَّر كثيرًا من القضايا السياسية التي هزت الرأي العام واشتهر بأنه الأكثر كشفًا للفساد، ودفع ثمنًا كبيرًا في معاركه مع الحيتان والديناصورات.    وعرف عادل حمودة حكام مصر وسجل مذكرات بعضهم والتقى بحكامٍ من دول أخرى وحاورهم كما نشر العديد من الكتب السياسية والأدبية وفاز بجائزة في أدب الرحلات، والأهم جائزة القارئ في الإقبال على مؤلفاته.    وهذه المذكرات تحمل القليل من سيرته الشخصية ولكنها تحمل الكثير من سيرة الوطن الذي عاش فيه ومن ثم فإنها تؤرخ لأحداث وشخصيات بما لم نعرفه عنهم من أسرار يكشفها للمرة الأولى وتحسم الكثير من الجدل الذي أثير حولها.    وسوف يستمتع القارئ بأسلوب عادل حمودة وقدرته الجذابة على السرد، والأهم بما لديه من معلومات موثقة يصعب إنكارها.    هذه المذكرات كتاب يستحيل أن يتجاهله أحد يريد أن يعرف أسرار الصحافة وكواليس السياسة وما جرى في مصر خلال نصف قرن.