هل تسمح الحياة لمن أراد أن يعيش بطلا ويسطر تاريخه بيده أن يحقق ما يتمناه أم تفرض عليه واقعا استثنائيا رغما عنه، ما بين خيانة، انهزام. خسارة لكل فالظروف والغايات والبيئة المختلفة لكل امرئ هي التي تحدد مصيره ما بین بطل أو خائن.
إذا اضطر الأمر لمولد بطل بهذه المواصفات، هل ستعطينا الحياة ذلك البطل !!!! ولكن كيف؟؟ اندمج الخيال بالواقع ما بين رجال السيد محمود الغزنوي والأحداث التاريخية في تلك الفترة من ظروف قاسية عاشتها الأجداد مرورا بالأبناء ثم الأحفاد، ما بين صمود فانتصار فوصول إلى كشمير. فلا ترسل الرياح إلا الأتربة، وتستقر قوة التفاصيل في الجبال.
مقتطف من الكتاب:
نعم يا بطلي، فهو القائد الشُّجاع القوي لهذا الزَّمان، استطاع أن يُصَوِّب رمحه في أرض مليئة بالخيرات، فنحن يا أبطالي في مكانٍ به ثلوج الهيمالايا، دائمًا يمتد إلى حرارة سيلان التي لم تبرد منذ الأزل، ناحية اليسار تقع فارس، فإذا تتبعت الحدود الشمالية مُتجهًا نحو الشرق وقعت على أفغانستان؛ حيث ترى "جاندهار"، وفيها التقى النحت اليوناني بالنحت الهندوسي حينًا ثم افتراقا بحيث لا يلتقيان للأبد، وإلى الشمال ترى "كابل" التي أغار منها المسلمون والمغول تلك الغارات الدمويَّة، والتي مكَّنهم من الهند قرابة ألف عام، فإذا توغلت في حدود الهند من كابل وصلت إلى "بشاور" أيضًا تقترب روسيا من الهند عند جبال "البامير" وممرات "هندوكوش"، فها هنا سترى الكثير من المشكلات السياسيَّة ليثور، وإلى الطرف الشمالي مُباشرةً يقع إقليم كشمير، الذي يدل اسمه نفسه على مجد ظفرت به صناعات النَّسيج في الهند، وجنوبها يقع البنجاب ومعناها "أرض النهار الخمسة" بمدينتيه "لاهور" و"شملا".