كانت الكيمياء عند القدماء علما شتيتاً وظواهر مبعثرة لا يجمعها نظام. ولا تقوم على قواعد راسخة من البحث العلى الذي نفهمه الآن. وقد استخدموا هذه الحقائق المبعثرة في عديد من الأغراض المتصلة بالحياة كالدباغة والصباغة والتعدين. ثم تحولت وجهتهم إلى محاولة إحالة المعادن الخسيسة كالنحاس والحديد إلى معادن أخرى نفيسة كالذهب والفضة. واستمر هذا الهدف محط آمال الكيميائيين في جميع الشعوب حتى القرن السادس عشر الميلادي حيث أقلعوا عن البحث عن الأكسير الذي يحول المعادن الخسيسة إلى أخرى نفيسة.

 وكان علم الطب قد أخذ يتقدم فاتجهت الأفكار إلى استخدام بعض الحقائق الكيميائية في العلاج الطبي وعرف بعضهم الكيمياء تعريفاً أقرب إلى الحقيقة وأجدى على الإنسانية فقال: "ليست الكيمياء الحقة تحضير الذهب بل تحضير العقاقير الطبية، وبذلك بدأ عهد توثقت به العلاقة بين الكيمياء والطب وكان ذلك في أواخر القرن السابع عشر الميلادي ،حيث حدث تقدم محسوس في شتى فروع العلوم الطبيعية وبدأت دراسة الكيمياء تسلك طريق التجربة والاستقصاء. واتجهت اتجاهاً سليماً نحو دراسة تركيب الأجسام مما حدا بروبرت بویل الانجليزي أن يطلق عليها "علم تركيب الأجسام".