ران إن كمت (سهيلة عمر)

تعتبر األرض املرصيـة سـجلًّ حافلاً ُيثِّ ًّ ـل مرحلـة مهمة جدا مـن تطور التاريخ اإلنسـاين

ليـس للمرصيي ُ ن فقـط، بـل للعامل أجمـع، ومن املؤكـد أن أرض مرص كانت مبثابـة وحي م ِلهم

لـكل مـن خطـت قدمـة إليها، هـي مليئة بالجمال واملفاجـآت، وقـد أدى إىل ذلـك تصويرها

بعـدة أشـكال مـن شـعر، ولوحـات، وقصـص، ونقـوش، ومـن خلال هـذه الفنـون اسـتطعنا

معرفـة الكثير عن تلـك الحضـارة العظيمة.

يعـد تتميـز الحضـارة املرصيـة، ليـس يف مبانيهـا الضخمـة وأهراماتهـا، ولكـن يف وحـدة

َّـن مبعتقد

َّـم لغـة واحـدة وتدي

ُتعبر الشـعب املصري الوحيـد يف العـامل الـذي تكل

شـعبها، في

واحـد اآلالف مـن السـنني، فليكن هـذا القول عجيب بعـض اليشء، ولكنه حقيقـي، فإن عمر

اللغـة املرصيـة قرابـة 30 ألـف سـنة حسـب األدلـة األثرية، فلـم توجـد اللغة بتلـك العظمة

َّت مبراحـل عـدة منـذ عصور سـحيقة، كام حملت هـذه الحضارة

والفصاحـة إال إذا كانـت مـر

َّاتهـا الكثير مـن العلـوم والفنـون والعـادات التـي مـا زلنـا نفعلهـا حتـى اآلن، فمـن

يف طي

املبهـر أن جينـات اإلنسـان املصري قـادرة على حفـظ ذاتهـا حتى اليـوم، ففي ظـل الصعاب

تخـرج مـن أنفسـنا العلماء، واألدبـاء، والنماذج املرشفة التي تنتشر يف العامل كلـه لتربهن أن

املرصيين شـعب ليس لـه مثيـل، ألننـا أصحـاب أرض الكنانة.