ليس لي سوى مفكرتي، مستودع أسراري وخواطري. أكتب فيها:
"انتظريه
على شرفة الأيام
بهدوء وشوقٍ
انتظريه.
لا تتعطري إلا بالأمل
وانتظريه.
فإن تأخر، اسألي عنه الرفاق
فلربما أصابته
لعنة انتظاركِ،
فاختطفه طائر الأسى،
واختفى".
في تلك اللحظات المطلية بالوحدة، كل ما
أكتبه.. يمحوني.
أقاومُ الحنين بشجاعةٍ كمن يقاوم داءً عُضالًا.
لم أعد أكتفي بتدخين علبة سجائر واحدة يوميـًا. بدأتُ مرحلة
العلبة الثانية، رغم نوبات السعال الصباحية التي أخذتْ تضايقني بشدة.
في حربي مع الوقت، وجثة
الوقت بيننا، أحلم بطائرةٍ ورقية أتعلق بها، كي تحملني الرِّيحُ إليه.
أتأمل صورته التي
لم تكن تفارق حافظة نقودي. أحملها كعادة كثير من البنات، مخبأة خلف بطاقتي
الشخصية؛ أستشعر من خلال فعلي ذاك أنّه معي.
فقط من يستحق، نشد
إليه رحال الخيال.
أكتب له، كما لو
أنني أتلهى بتقشير جلدي من حروقي البليغة:
"تسقط فيّ.
لينةٌ أنا من أجلك وتهون عذاباتي.
تقع صلبـًا في
أضعف أجزائي. تخترق بقعةً ما من روحي.
لكَ ذلك. إنها
خُلِقَت ليديك الحادتين، طيعة.
أشقى وأحبُّك؛
أشقى وأتنفس من عينيك اللوزيتين، من فمك الوردة، صباحاتي.