خبـــــــايا اللال
تقول الرواية إن "اللال" لم يكن يومًا وهمًا، بل بين تموجاته أسرار وخبايا تعشّقت بلألآته، كتمتها صحراء الغربية إلا عن عشّاقها، ومَن مَلك بصيرة تهجئة صوت ذارياتها، المتحدث لأعراف كثبانها .
خبايا "اللال" رواية تشابَكَ نسيج "سَدوِها" بخيوط تفوح منها رائحة النفط، ورائحة القهوة، وخيوط لها صوت تردد صداه من هتاف "إني خو الحرة"، وقْع رافعات الحفر، رنين "لكشة" الفنجان، "حنين" النياق، نغم الـ"هارمونيكا"، صرخة التحدي "لنا حقوق لن نسكت عنها"، ودويّ الـ "ديناميت ."
وخيوط تلوّنت بقطرات عرق العمال، وتقاطر دمهم على الزجاج الأزرق، ودموع الفقْد، وقطرة ماء تيبّست على الشفاه الظمأى .
وخيوط فضيّة جدلت بعشق هَزّاع بالمجادي وبن دَيّانِة (الميجور لويس) للحرة (اليازية بنت ذياب)، وتجلِّي عشق "مسلفات الجميل ."
كل ذلك نسج في سياق إنساني لا يخرج عن أجواء مواقع الحفر والتنقيب، السرايا العسكرية، بيوت الشَعَر والكثبان الهلالية .
خبايا " اللال" تدور أحداثها من بداية الخمسينيات من القرن الماضي، حتى بداية الستينيات منه، في المنطقة الغربية من مشيخة أبوظبي، التي تعددت مساراتها بين شركة النفط البريطانية، ونزاع البريمي، وحرب الجبل الأخضر، والإضرابات العمالية .
إنها محاولة إنصاف لإنسان الإمارة، ومعاناته وعدم انكساره أمام التعسف والتعالي البريطاني، وجشع شركة النفط .