- Number of pages: 160
- Publisher: دار اكتب
- Published January 1st 2017
زَوجتي عَشقتني لا أعلم لِماذا، ولَم أسمع في حَياتي بزوجة تَعشَق زَوجهِا لكني كُنت أري هذا في عينيها؛ لأن ثاني أوضح شيء بعد ضوء الشموس في هذا الكون هو عين امرأة هَامت فِي رَجل ومحبتها هذه كانت تقيدني بقيدٍ لم أبغضه، بل استحسنته، فأنا أحبَبتها لأنها أجَادَت عِشقي قَبل خِدمتي، فوجَدت أنا نَفسي أسير راحتها حتى أنني كنت كل ما أفكر فيه في يومي هو كيف أسعدها؟ فقد كُنتُ أُفاجِئها وهي تَضع الثِياب للجَفاف على الحِبال باحتضان من خَلفها، فأجِدها تَذوب كَمكعب السُّكر في لُحَيظات داخل حضني وهي تُغمض عَينيها كالهِرة وتُرجع عُنقها للخلف وهي تَرتعش وتَنتشي باحتواء جسدي لثناياها...
........................................
فلم أرد أن أثقل عليه؛ لأن منظره كان يشبه المريض، فقلت في نفسي سأشكره وأمضي أسأل غيره، فتفلتُ في وجهه وابتسمت لأعبر له عن شكري، فجحظت عيناه وكأنه أفاق من حلم، وضربني بكل عزمه لكمة على وجهي فسقطت كالدجاجة غير المتزنة في طيرانها تفلَ عليَّ وهو متجهم وقال لي:
""من أنت حتى تتفل عليَّ يا نكرة؟!""
..........................................
الرجل يجري أسرع مني بكثير لدرجة أنه أصبح قريبًا مني بعشرة أمتار كما كنا مرة أخرى حاولت أن أسرع، ولكن قدميَّ خانتاني هما الأخريان، الكلاب زامت وعوت وبدأت في الهجوم نحوي، استحضرتُ كل طاقة الكون لأبثها في قدميَّ لأسرع، الرجل دخل هو الآخر منطقة الكلاب، الكلاب لحقت بي، بدأت تنهش في بنطالي وأنا أجري، وكلب آخر أسرع ومدَّ قدمه فعرقلني كأنه فهد يعرقل غزالًا ليفترسه، سقطت سقطة قوية، (الهوهوا) والعواء والضبح وأنياب الكلاب تُحاللني من كثرتهم لم أعرف عددهم، الرجل قادم نحوي، الكلاب ركضت وصفرت وهو يرميها بالحجارة فهربت رجوعًا إلى منطقتها وذيولها محنية....
تركتني الكلاب، وأنا أزحف للخلف مذعورًا وأبكي وهو يقترب نحوي ممسكًا بحجر باقٍ في يده، ثم مدَّ يده...
...............................
""أوووو... كيف هذا يا هذا؟ أوصلتَ هنا من أجل الحب؟!... دعني أقل لك أيها الولهان إن ما تقول إن اسمه الحب هذا ليس إلا زئبق على كفِّ غول يسكن بطن قملة تقطن فرو حوت... فالحب هو الوهم المحبب لدى البشر يا رفيق... فهو بالضبط كالمخدر لا يُعالِج ولكنه يضلل الآلام إلى حين، ثم يأتي الألم مرة أخرى بصورة أقسى فيحتاج المرء لجرعة من الحب أقوى، حتى لا تجد إنسانًا على تقديمها يقوى، فتصير شحاذًا للعاطفة تتلمس من الآخرين، غير الحبيب المسكين، ولن يكفيك... عفوًا يا رفيق لكنك لبست الخازوق ...""
...........................................