هنأه الشاب مره اخرى، ودعا له بالتوفيق، ثم قال: قابلت صديقنا على طه امس ومكثت معه مده طويلة… وخفق قلب محجوب لهذا الانتقال المفاجئ، وساوره القلق،ترى هل ادى الحديث الى على طه كيفما اتفق؟ ام على بزواجه وحدث به مأمون؟ لم يكن من الممكن ان يظل زواجه سرا، وكان حتما ان يعلم به على طه يوما ما، ولكن كيف انتهى اليه؟ وكيف فسره؟ ونظر الى مأمون فالتقت عيناهما، وقرأ فى العينين السوداوين الصافيتين الارتباك والريب، فلم يعد يخالجه الشك، ان عينى مأمون مرآه صافيه لا تعرف المكر ولا الخداه، وهما تسألانه بلسان فصيح: “أحقا ما يقال؟ هل خنت صديقم حقا؟”. ولم يجد فائده من حمل صديقه على البدء بالسؤال، فال متسائلا: – وكيف حاله؟ فقال مأمون برزانه: – على ما يرام.. وساد الصمت برهة، وأطرق محجوب. لقد صدق حدسه ما فى ذلك شك. ولكن لأى مدى عرفت الحقيقة؟.. ان الذين يعرفون الحقيقه ال احسان والبك والإخشيدى- لا يمكن ان يبوحوا بها لمخلوق،لأن البوح بها ضاربهم. ولو عرف مأمون الحقيقه لأبى ان يزوره، فليس من طبعه ان يتظاهر باحترام شخص يراه اهلا لا حتقاره، وهو ما جاءه الا ليسمع دفاعه عن تهمه صديقه – تهمه الخيانه فقط لا تهمه الزواج من فتاه صفاتها كيت وكيت طمعا فى وظيفة- هذا هو الحق المبين.