اننا فى الواقع الذى نعيشه الآن والذى زادت فيه متطلبات الحياة وتعقدت أمورها وتعددت شرورها – أصبحنا نرى الغضب يسرى فى النفوس ويجرى فى الدماء فكثير من الناس فى غضب دائم وتوتر وقلق وهو ظاهرة أصبحت ترى حتى فى الأطفال الصغار وقد نقلت إليهم العدوى بشكل ملفت للإنتباه وكأنما وضعوه مع اللبن وشربوه مع الحليب . والغضب من أكثر الانفعالات شيوعا بين الافراد .. وتختلف صور التعبير عنه من فرد الى أخر .. وهو غريزة مهمة تلهب فى الانسان روح الحمية والتضحية الفداء فى سبيل أهدافه الرفيعة ومثله العليا .. ومتى تجرد منه صار عرضه للهوان والاستعباد .. ولكن هذا الغضب يعتبر محموداًَ ما دام الله وضمن ضوابط العقل والشرع ، وبعتبر مذموما اذا أفرط فيه الانسان وزاد عن حده ... وهو صفة من صفات الانسان وآية من آياته مثل الحلم والبكاء والضحك .. إلا أنه له الكثير من الأضرار والآثار التى تشمل جميع جوانب الحياة الفردية والاجتماعية والجسمية والنفسية والفكرية والتى تؤكد جميعها أن الغضب مفتاح الشرور ولأهمية الغضب وخطورته فى حياتنا أقدم هذا الاصدار من سلسلة ثقافة سيكولوجية للجميع من أجل إلقاء الضوء على هذا الموضوع المهم وتنمية وعى وزيادة معرفة الآباء والمربين والشباب والجميع بأسباب الغضب وأثاره وأضراره وأهم طرق الوقاية وكيفية العلاج – سواء من النظرة الشرعية وفى ضوء القرآن والسنة أو النظرة النفسية والطبية .. مع استعراض الغضب فى ضوء بعض الموضوعات المهمة مثل : الحلم العدوان ، الأمراض النفسية والعقلية ، الحياة الزوجية ..وغيرها من الموضوعات المهمة .