كتاب: الديك الأحمر
للكاتب: حسام شلقامي
ومرت سنوات وحال القرية لم يتغير، ظهرت أجيال جديدة في شكلها وأسمائها، لكنها ما زالت على درب الآباء والأجداد تسير، يُحسنون التناسل ويتلذذون بالطعام، ولا يجدون حرجًا في الخنوع والاستسلام، سمنت أجسام معظمهم وأصبحت غضة طرية، لا يجد منقاري الديك صعوبة في تمزيقها لحظة التهام الديك لها، اختفى دود القبور فلم يعد هناك من يموت ميتة طبيعية، ولم يعد للدود مصدرًا لطعامه، وكل الجثث هياكل عظمية، فالديك لا يترك وراءه ما يؤكل، النساء تنجبن أكثر من أي أزمنة مضت، رغم مضاعفة الديك لوجباته لا تشعر أن هناك نقصًا في أعداد الناس بل ستُذهل لو علمت أن الأعداد تتزايد كل يوم، تتعجب كيف يفعلون ذلك؟ وهم ينتظرون الموت بين لحظة وأخرى، ربما كانوا يظنون أن الناموس الذي أهلك غيرهم لن يصيبهم، أو كأنهم مع إيغالهم في مستنقع خنوعهم يبذلون قصارى جهودهم لإرضاء نهم سيدهم الديك، والذي يتضاعف يومًا بعد يوم، أو كأنهم لفرط محاولاتهم إرضاءه قد برعوا في فن التكاثر، لم تعد النساء تلد إلا توائمًا، ثنائية وثلاثية وأحيانًا سداسية، لم يجد أحد تفسيرًا لذلك