- الآيات السوداء
- قراءة في ذاكرة دولة الشر
- علاء عبد المنعم
- 270ص
- 14*20
- دار اكتب للنشر والتوزيع
بدأالتَّشيُّع الأول كحزبٍ يرى أحقية
علي بن أبي طالب في الخلافة، ثم تطور حتى أصبح فرقة عقائدية وسياسية انضوى تحت لوائها كلُّ مَنْ أراد الكيد للإسلام والدولة المُسلمة، حتى
إن المُتتبِّعَ للتاريخ الإسلامي لا يكاد يرى ثورةً أو انفصالًا عن الدولة الأُمِّ
أو مُشكلةً عقائدية إلا وكان الشِّيعة بفرقهم المُتعددة وراءها أو لهم ضِلعٌ فيها.
ولهذا اصطبغ التاريخُ الإسلامي بكثير من الثورات والتمزُّق، ونظرًا لوجود عناصر مُندسةٍ
بين المسلمين يهمهم استمرار هذا الخلاف فإن المشكلة لم تنتهِ، بل استمرَّ الخِلاف
وكاد التَّشيُّع أن يكون دينًا مُختلفًا عن
الإسلام تمامًا، وقد استغلت الدَّوائر الغربية والمستشرقون هذا الخِلاف لتصوير
المسلمين شيعًا وأحزابًا متناحرة. بل يقارنونه بالمسيحية التي بلغت فِرقها المئات.
والشِّيعة الإمامية الاثنا عشرية: هم تلك الفرقة من المسلمين الذين
زعموا أن عليًّا هو الأحقُّ بالخلافة دون أبي بكر
وعمر
وعثمان رضي الله عنهم، وقد أُطْلِقَ عليهم "الإمامية" لأنهم جعلوا من
الإمامة القضية الأساسية التي تشغلهم، وسموابالاثني عشرية لأنهم
قالوا باثني عشر إمامًا دخل آخرهم السِّرداب
بسامراء على حد زعمهم. كما أنهم القسم المقابل للسُّنَّة في فكرهم وآرائهم
المتميزة، وهم يعملون لنشر مذهبهم ليعمُّ العالم الإسلامي.