- آخر يهود الإسكندرية
- رواية
- معتز فتيحة
- 300ص
- 14*20
- دار اكتب للنشر والتوزيع
قال "جيمي" لـ
"يوسف":
- تبدو أجنبيةً، أرجحُ أنها
فرنسيةٌ.
ربما لم يسمع "يوسف"
التعليق أو لم يفهمه، فقد كان سابحًا في هذا الجمال العذب، الذي لم يرَ مثله من
قبل، فتساءَل في نفسه للمرة الأولى؛ هل يمكن أن يكون أحد على هذه الدرجة من
الجمال؟!.. تاه بين خصلات شعرها الأحمر، وعذوبة لون عينيها.. توقف به الزمن، فهو
لا يرى إلا هو وهي في الفراغ الكونيِّ. بكاؤها جعل من قلبه سفينة فقدت
رُبـَّانَـها.. ربما دموعُها، وربما جمالُها الزائدُ عن الحدِّ، لم يعرف على وجه
التحديد؛ لكنه عرف شيئًا لم يعرفه من قبل، إنه الإحساس بين الحرية المفتقدة
والحرية المطلقة، الحرية من أوامر الآنسة "هيلين" أو قسوة السيد
"أنطوان". شعر أنه لا يعلم أو لا يحدد ماذا يريد، إحساس غريب، فهو لا
يريد أن يرى أحدا سواها. بدأت دقات قلبه في الخفقان بشكل أزيد من المعتاد، وأحسَّ
بخوف، ربما لم يكن يعرفه من قبل.. إنه الخوف من المجهول، فهل سيراها مرة أخرى؟..