شنطة الإسعافات الأولية: السهل الممتنع
كتب: علاء بسيوني
هل سبق وتعرضت، أنت أو أحد أفراد عائلتك، إلى حادث طارئ احتجت فيه إلى استخدام شنطة الإسعافات الأولية ولم تجدها بجانبك؟ أغلبنا تعرض إلى مثل هذه المواقف بطبيعة الحال، فقد يخطئ البعض في تقدير أهمية شنطة الإسعافات الأولية إذا مرّ وقت طويل دون أن يستخدمها، ويظن أنها عديمة الفائدة، لكنه يدرك أهميتها القصوى عند وقوع حادث مفاجئ لتصبح هذه الشنطة هي بطلة الموقف بلا منازع. وعلى الرغم من أنها في كثير من الأحيان تكون سببًا كبيرًا في تخفيف الكثير من الآلام فإننا لا نحرص على وجودها معنا بشكل دائم. إنها شنطة الإسعافات الأولية، التي تُعتبر في كثير من المواقف ذات أهمية كبيرة في إنقاذ والتخفيف من آلام الشخص المصاب.
في المقال التالي، سنتحدث في ياقوطة عن شنطة الإسعافات الأولية، محتوياتها التي يجب أن تتوافر بها وأحجامها. كما سنتعرف أيضًا على كيفية التعامل مع بعض الحوادث البسيطة.
*أسعار المنتجات في المقال هي الأسعار المدرجة في المتاجر وقت نشر المقال، الأسعار متغيرة صعودًا وهبوطًا وفقًا لحركة الأسواق.
ما معنى الإسعافات الأولية؟ وما هي شنطة الإسعافات الأولية؟
الإسعافات الأولية هي رعاية فورية وسريعة لبعض الحوادث البسيطة كالإغماء، الكسور والجروح التي نتعرض لها بصورة شبه يومية في المنزل، العمل أو الأماكن العامة. تؤدَّى بواسطة شنطة للعناية الفورية والمؤقتة للحالات الطارئة، بها مجموعة من الأدوات والمطهرات والأدوية، التي يتلقاها الإنسان عند حدوث نزيف، جرح، كسور أو إغماء لحين نقل المصاب لأقرب مستشفى أو وصول المُسعف لمكان الحادث.
ما هي أماكن حمل شنطة الإسعافات الأولية؟
شنطة اليد أو شنطة الظهر، المنزل، الشركة، السيارات، الموتوسيكلات والرحلات.
في البيوت: مهمة جدًا من أجل سلامة الأطفال، إلى جانب احتمالية إصابة الأب والأم بالجروح أثناء تحضير الطعام كمثال. في الشركات: حيث من الممكن التعرض للإغماء نتيجة ضغط العمل مثلًا. في الموتوسيكلات والسيارات: وهم الأكثر أهمية نظرًا لإمكانية تعرضك لخطر حوادث السير والقيادة. في الرحلات: لحمايتك من خطر التعرض للإصابة أثناء اللعب.
ما هي محتويات وأحجام شنطة الإسعافات الأولية؟
هناك عدة أنواع وأحجام لتناسب جميع الأماكن والأفراد، ولكن دعونا نتحدث أولًا عن الأساسيات التي يجب أن تتواجد بأي شنطة إسعافات مهما كان حجمها:
- مُطهر للجروح: كريم أو سائل، ويستخدم لتنظيف وتطهير الجرح أو الخدوش من التلوث والبكتيريا وهو ضروري لمنع العدوى وتسهيل التئام الجروح. شاهد مطهر ديتول للجروح من هنا.
- الضمادات والشاش: يفضل أن يكون الشاش من الحجم العريض لسهولة قصه لملائمة حجم الجرح، وتُستخدم الضمادات في الجروح البسيطة والشاش في الجروح الكبيرة والخطيرة.
- مقص: لقطع الشاش أو الشريط اللاصق للضمادات، ويُستخدم أيضـًا لقص الملابس المحيطة لمكان الجرح (إذا كان الجرح خطيرُا). شاهد مجموعة متنوعة من المقصات من هنا.
- الرباط الضاغط: يستخدم لأغراض التثبيت في حالات الكسور والالتواءات.
- كمادات: وتكون عبارة عن مادتين منفصلتين في كيس واحد حيث تقوم بإزالة الحاجز حتى تختلط المادتان لتكوين مادة باردة لوضعها (بالكيس) على مكان الورم.
- شرائط لاصقة طبية: لربط الشاش بإحكام، ويفضل شرائها من الصيدليات فقط والابتعاد عن التي تُباع بالأماكن العامة كالمترو مثلًا. شاهد شرائط لاصقة طبية من هنا.
- قفازات طبية: للتعامل مع الجروح بشكل نظيف وآمن، فهي تحميك من العدوي التي قد تنتقل إليك عن طريق الدم أو أي سوائل أخرى.
- مُسكن للألم: لتخفيف الإحساس بالألم الناتج عن الإصابة.
- مرهم مضاد حيوي: أنبوبة صغيرة وتُستخدم لوضعها على الجرح فيعمل كواقٍ ضد البكتيريا والعدوى.
- مطهر كحول: يستخدم في حالة الإصابة بلسعة حشرات أو حيوانات. شاهد مطهر كحول من هنا.
- قطن طبي، مرهم حروق، ترمومتر لقياس درجة الحرارة. شاهد مجموعة من الترمومترات من هنا.
- دليل للاستخدام وأرقام تليفونات الأقارب والأصدقاء من أجل تسهيل الاتصال بهم لطلب المساعدة في حالات الطوارئ.
استشر طبيبك عن أنواع المراهم والمطهرات التي يجب الحصول عليها.
بالنسبة للأحجام أيًا كان حجم الشنطة فكل ما ذكرناه سابقًا يجب أن تحتوي عليه شنطة الإسعافات، ولو زاد حجم الشنطة قليلًا فسنجد أدوات ثانوية أخرى مثل المصباح اليدوي (مع بطاريات إضافية)، بطانية صغيرة، أحجام متعددة من الشاش، كمامات، حقن وصبغة يود. إذا كنت ممن يستثقلون حمل شنطة الإسعافات معهم في أي مكان، يمكنك على الأقل وضع رباط شاش، بلاستر طبي، مطهر كحولي أو صبغة يود ومسكن للألم في حافظة صغيرة لكي يسهل عليك التنقل بها داخل شنطة يدك.
- حجم صغير:
مناسب لحمله أثناء الحياة اليومية كالخروج مع الأصدقاء والذهاب للعمل.
- حجم متوسط:
مناسب للسيارات والموتوسيكلات خاصةً في السفر والمسافات البعيدة.
- حجم كبير:
مناسب للمنازل والشركات حيث تقوم بخدمة أكثر من مصاب في آنٍ واحد.
تخزين شنطة الإسعافات الأولية
لابد أن تكون شنطة إسعافاتك الأولية منظّمة بشكل جيد، مخزّنة في مكان واضح ومُتاحة في جميع الأوقات.
يمكنك استخدام صندوق خشبي قديم لحفظ معدات الإسعافات الأولية، أو يمكنك مشاهدة مجموعة من الحقائب من هنا لاستخدامها لنفس الغرض.
الاستعداد هو مفتاح أداء الإسعافات الأولية بشكل سليم. على الرغم من أن كل بيت، سيارة أو مركب لابد أن يكون مجهزاً بشنطة إسعافات أولية تحتوي على مستلزمات الإسعاف بالإضافة لدليل الاستخدام، لكن ربما تحتاج بعض الظروف الخاصة لدرجة أعلى من التجهيزات والاستعداد لحالات الطوارئ.
اقتراحات تخزين شنطة الإسعافات الأولية تتضمن الآتي:
● احفظ شنطة الإسعافات الأولية في مكان جاف وبارد.
● كن متأكدًا دومًا أن شنطة الإسعافات الأولية مخزّنة في مكان يَسهُل الوصول إليه، ويعرفه كل أفراد العائلة الموجودين في المكان.
● قد يكون لبعض محتويات شنطة الإسعافات – مثل المحاليل – تاريخ صلاحية قريب، راجع باستمرار تواريخ صلاحية المحتويات وبدّلها بالأحدث عند الضرورة.
● في حالة استخدام أي عنصر من محتويات شنطة الإسعافات، بدله بآخر جديد مكانه فورًا.
● اقرا دليل شنطة الإسعافات الأولية بالكامل لتفهم جيدًا كيف تستطيع استخدام محتويات الشنطة في حالات الطوارئ. (إذا كان لديك أطفال في عمر يسمح لهم بالاستيعاب والفهم، شاركهم القراءة وعلمهم كيفية استخدامها).
● احفظ شنطة الإسعافات الأولية في مكان بعيد عن متناول الأطفال، لكن في نفس الوقت يكون سهل الوصول إليها للبالغين.
● تأكد من صلاحية بطاريات مصباح الطوارئ في الشنطة باستمرار لاستخدامه في حالات الحوادث الليلية. شاهد مصباح طوارئ ببطاريات قابلة للشحن من هنا.
● إذا كنت مسافرًا على طائرة، خزّن عدة الإسعافات الأولية في شنطتك الموضوعة بمخزن الطائرة، حيث أن كثير من محتويات عدة الإسعافات غير مسموح بوجودها في شنطة اليد على متن الطائرة.
نصائح ياقوطة لشنطة الإسعافات الأولية
- فحص الشنطة كل أسبوع على الأقل للتأكد من صلاحية المواد الموجودة بها.
- في حالة استخدامك لشنطة إسعاف شخص آخر مصاب، تأكد من ارتدائك للقفازات المطاطية.
- ترتيب محتويات الشنطة على نحو جيد ودقيق من أجل سهولة العثور على ما نحتاجه منها وقت الحاجة.
- يجب الحرص على احتواء الشنطة على مُسكن للآلام.
- عليك بهدوء الأعصاب عند التعامل مع الجرح أو الإصابة.
- ابحث على الإنترنت كيفية التعامل مع الإصابات باستخدام شنطة الإسعافات وطريقة عمل التنفس الصناعي وكيفية التعامل مع بلع اللسان.
- يجب إخبار أفراد المنزل والشركة بمكان الشنطة.
- تدريب أفراد الأسرة والعاملين بالشركة على التعامل مع الإصابات.
كيفية التعامل في المواقف الصعبة
هناك بعض الخطوط الأولية لإسعاف أي مصاب، تختلف من حالة إلى أخرى باختلاف نوع الحادث. تحدثنا إلى د. ميسرة يحيى الأحمدي، طبيب مقيم جراحة الاستقبال والطوارئ، لكي يخبرنا عن أهم الإسعافات الأولية في حالات الحوادث الأكثر تكراراً.
حالات الإغماء:
في حالة إصابة الشخص بالإغماء فأول ما علينا فعله هو جعل الشخص مستلقيًا على ظهره، وأن نتأكد من أن تنفسه منتظم، وفي حالة كان منتظماً يجب أن تحرص على أن تُعيد الدورة الدموية للمُخ عن طريق رفع القدمين للأعلى بارتفاع أعلى من مستوى القلب.
في حالة كان التنفس غير منتظم فعليك بالضغط على منتصف صدره بسرعة ١٠٠ ضربة في الدقيقة الواحدة، وفي حالة انتظام عملية التنفس عليك أن تحافظ على حركته الأولى بهدوء كي تحافظ على انتظام دورته الدموية وعدم شعوره بالدوار المفاجئ.
حالات الحروق المنزلية البسيطة:
الحروق المنزلية البسيطة تنتج عن التعرض بدون قصد لدرجة حرارة عالية سواء من الفرن أو البوتاجاز أو الإمساك بجسم ساخن دون الانتباه لدرجة حرارته العالية، وفي تلك الحالة نقدم لك نصائح بسيطة في تلك المواقف:
- ضع الجزء المصاب تحت الماء الفاتر لمدة ٥ دقائق تقريبًا.
- ضع مرهم حروق أو شاش فازلين على المنطقة المعرضة للحرق.
- يجب أن تحرص على أن تُطهر وتعقّم المنطقة المصابة من ٣-٥ مرات يوميًا.
- في حالة الشعور بالألم عليك بتناول المسكنات.
- أخيرًا احرص على عدم تعرض المنطقة المصابة لأشعة الشمس.
حالات الهبوط في مستوى السكر بالدم:
يجب أن نتأكد أولًا من كون الشخص مصابًا بمرض السكر، حيث تتداخل أعراض الهبوط بمستوى السكر مع العديد من أعراض الأمراض الأخرى. أشهر أعراض الهبوط هو التعرق الغزير مع الشعور بالدوار، برودة الجسم وارتعاش الأطراف وربما يصل في بعض الحالات للإغماء.
أهم ما يجب فعله في مثل هذا الموقف، هو تزويد المصاب بالسكر لكي يعاود مستوى السكر بالدم الارتفاع مرة أخرى ويتجاوز المريض هذه الأعراض سريعًا. تزويد المريض بالسكر يعتمد على درجة وعيه في وقت الإسعافات الأولية على النحو الآتي:
- إذا كان المريض واعيًا، يتم إعطاؤه أي نوع من الحلوى كقطعة شيكولاتة مثلًا، أو ملعقة كبيرة من السكر مُذابة في كوب من الماء.
- إذا كان وعي المريض مضطربًا، يحاول المسعف إمداده بأي سائل مُحلَّى ووضع قطعة من الحلوى في فمه ومساعدته على مضغها وبلعها.
- إذا كان المريض فاقدًا للوعي، يتم طلب الإسعاف فورًا، أو الاستعانة بأي من الأطباء أو الممرضين المجاورين لتركيب خط وريدي لإمداده بالجلوكوز وريديًا.
يجب تحري السرعة في أي من المواقف الثلاثة وخصوصًا عند فقدان الوعي، حيث أن انقطاع الجلوكوز عن مخ المريض لمدة تزيد عن ٣-٥ دقائق قد يحدث أثرًا سيئًا على حالة المريض، وربما أودى بحياته في بعض الحالات.
حالات الكسور والالتواءات:
أي إصابة يساورك الشك أنها كسر يجب التعامل معها باعتبارها كسر حتى يثبت العكس عند الفحص من قبل الطبيب. خطوات التعامل مع الكسور والالتواءات واحدة في أغلب الحالات، حيث تبدأ بتنفيذها فورًا عندما تلاحظ على المصاب بعد سقوط أو اصطدام تورمًا في العضو المشتبه بكسره مع زُرقة لونه والشعور القوي بالألم بمجرد لمسه.
تثبيت العضو المصاب هو أساس الإسعافات الأولية للكسور والالتواءات، حيث أن تحريك العضو المكسور قد يُحدث مضاعفات بالغة في بعض الأحيان. تحتوي أغلب شنط الإسعافات الأولية على قطعة خشبية تستخدم في تثبيت العضو المصاب (ذراع أو قدم)، ويُستخدم الشاش والرباط الضاغط للفّه حول القطعة الخشبية والعضو المصاب معًا لمنع تحريكه.
تثبيت كسور الرقبة والعمود الفقري يحتاج إلى تثبيت كامل جسد المصاب بلوح خشبي كبير، ونقله به في سيارة الإسعاف لحين الوصول لأقرب مستشفى. يمكن أيضًا استخدام دعامة الرقبة لتثبيتها في حالات الكدمات الشديدة.
حالات النزيف:
تتعدد أسباب حدوث النزيف في الحوادث، ربما كان جرحًا ناتجًا عن آلة حادة، إصابة بالغة في حادث سيارة أو نزيف بسيط من الأنف.
في حالة الجروح الكبيرة والنزيف الشديد، يجب أن ينصبّ تركيز المسعف على إيقاف النزيف أو على الأقل تقليله إلى أدنى حد ممكن. يتم ذلك عن طريق الضغط بقطعة ضماد كبيرة من شنطة الإسعافات على مكان الجرح بقوة شديدة، مع رفع العضو المصاب لأعلى لمنع تدفق الدم في اتجاه الجاذبية، وفي بعض الحالات يتم ربط سلك حول أول العضو المصاب لقطع الدموية عنه مما قد يساعد في توقف النزيف.
أما في حالات نزيف الأنف، فيتم جعل المصاب في وضع الجلوس مع الإمساك بأنفه جيدًا وإمالة الرأس للأمام لمنع ابتلاع الدم، لمدة ٣ دقائق، إذا لم يتوقف النزيف، يتم حشو أنف المصاب بشرائح من الشاش مبرومة جيدًا ومغموسة في أدرينالين (يساعد على انقباض الأوعية الدموية وموجود بشنطة الإسعافات) لمدة ٥ إلى ١٠ دقائق ثم إزالتها بعد التأكد من توقف النزيف تمامًا.
كانت هذه أمثلة لبعض حالات الطوارئ، لمعرفة المزيد من نصائح الأطباء اقرأ هذا المقال على ياقوطة.
وعمومًا، تلافي الأسباب التي قد تؤدي إلى وقوع الحوادث يُعد أفضل من مداواة الإصابات الناتجة عنها بعد حدوثها. توخَّ الحذر تعِش سليمًا معافّا.
ياقوطة تتمنى لكم السلامة في جميع أوقاتكم.
قد تنفد بعض المنتجات من المتاجر في أي وقت لكن غالبًا ما تصبح متاحة بعد فترة وجيزة، إذا صادفتك مشكلة مع أي منتج من فضلك قم بإبلاغنا في تعليق أو من خلال صفحة Yaoota.com على فيسبوك.