الحياة ما قبل التليفون
كتب صفاء مجدي
بتمسك موبايلك وفي ثانية بتتواصل مع صحابك في كل حتة في العالم لكن عشان نوصل للمرحلة الهايلة دي من التطور البشري كان لازم تمر بمراحل كتيرة أوي معظمها غريب ومضحك، ياقوطة هتعرض لك في المقال دا تطور مراحل التواصل بين الناس من قبل اختراع التليفون.
أبسط طريقة للتواصل زمان إن الناس بتتجمع في أماكن معينة للقاء والنقاش ومعرفة آخر الأخبار الأماكن دي كانت زي مثلًا السوق، لكن برده مكنش سهل تحدد معاد مع الناس وتجمعهم كلهم في مكان واحد، يعني تخيل تعمل ميتنج شغل بدون ايميلات أو حتى تليفون! صعبة مش كده؟
رسايل الدخان
زمان كان التواصل بين الناس محدود أوي وكانوا رافعين شعار خير الكلام ما قل ودل ومكانش فيه حاجة للتواصل مع حد من بلد تانية غير في الظروف الاستثنائية زي حالات الخطر. كانت الناس في الحالات دي تبعت لبعض اشارات دخان. دلوقتي لو شوفنا دخان كتير في السما من بعيد هنقول فيه حريقة لكن وقتها زمان لو حد شاف دخان من بعيد هيكون غالبًا رسالة لمحمد من ابن عمه بيقوله إن أبوه لقى مقبرة الذهب وبيضرب له رسالة الدخان ده عشان يبعت الرجالة وييجوا يشيلوا معاه.
في الصين القديمة، كان الجنود بيقوفوا على الأبراج على جانبي سور الصين العظيم عشان يشوفوا لو في أعداء بيقربوا منهم ولا لأ واستخدموا إشارات الدخان عشان يعرفوا الناس على الجانب الآخر إن الأعداء قادمون. سمحت لهم إشارات الدخان نقل الرسائل لحد بُعد 750 كم. في عام 150 قبل الميلاد، طور الإغريق إشارات الدخان العددية. وفي الوقت نفسه، كان السكان الأصليين في أمريكا الشمالية عاملين إشارة دخان خاصة لكل قبيلة،و كان اتجاه الدخان يعني إما آمنة أو خطرا.
الحمام الزاجل
الحمام بالنسبة لنا دلوقتي مش حاجة أكتر من محشي فريك أو رز، لكن زمان الحمام كان له هيبته زيه زي الواتس آب. رسايل رايحة جايه الحمام الزاجل بيشيلها في رجله ويوصلها لصاحب نصيبها ويرجع تاني بيته. الحمام الزاجل بالذات كان معروف بسرعته ومكانش بيتوه، وده كان بيستخدم بس في الرسايل المهمة أوي وكان الخطر عليه كبير جدًا لأنه ببساطة كان ممكن حد يصطاده ويقرا الرسالة اللي شايلها واللي كانت ممكن تحتوي على أسرار عسكرية، وعلى الرغم من سرعته إلا إن الحمام الزاجل مكانش عملي أوي.
رسالة من تحت الماء
مش اسم أغنية لعبد الحليم لكن دي كانت وسيلة متعارف عليها للتواصل بين الناس. تكتب رسالة وتحطها في ازازة وترميها في الميه على أمل توصل لصاحبها. طبعًا الموضوع مكنش عملي وبطئ جدًا وغالبًا الرسايل كانت بتضيع.
ارسال رسل
لما الناس زهقت من الرسايل اللي بتضيع والحمام اللي بيتقتل قرروا تقريبًا يبعتوا بني آدم بحصان بالرسايل وكانوا ممكن يتقتل برده.
التليجرام
سنة 1837 بدأت الناس تشم ريحة التكنولوجيا لما شافت التليجرام، وهو جهاز بيعمل أصوات زي التكتكة كده بتاعة الكيبورد لكنه بيستخدم لغة تانية وهي«لغة مورس» واللي معتمدة على تحويل الحروف لمقابل لها من التكات. والطريقة دي من التواصل شوفناها في أفلام زمان أوي بتاعة الحروب. لكن عشان الموضوع مكنش سهل كان لازم تكون الرسالة مختصرة أوي، واستخدم الناس التليجرام في ارسال التهاني أو التعازي.
تويتر كان زمان بالونات
عارف نشطاء «تويتر» والكلام اللي بيكتبوه على حساباتهم ويتعملوا مليون ريتويت! أهو زمان بقى أجداد النشطاء دول كانوا نشطاء برده وبيستخدموا البلالين بدل تويتر. ازاي؟ هنقولك … كانوا بيكتبوا رسايل ويحطوها في جواب ويربطوها في بلالين هيليوم تفضل طايرة في السما إلى أن تسقط في إيد حد من بره البلد. عادة الرسايل دي كانت بتُستعمل في المجتمعات المظلومة بغرض طلب المساعدة. وكانت البلالين والرسايل بتتبعت بدون كتابة اسم المرسل.
التليفون
بفضل ربنا وصل «ألكسندر جراهام بيل» لاختراع التليفون سنة 1876 والتواصل بقى أسهل وأسرع إلى حد كبير وبدون خساير في الحمام أو في بني آدم. لكن طبعًا التليفونات كانت قليلة أوي ومش منتشرة بشكل كبير وزي ما بنشوف في المسلسلات الناس كانت بتكلم صحابها على تليفون القهوة اللي تحت بيتهم.
اختراع الموبايل
بعد اختراع التليجرام بـ 100 سنة يعني سنة 1973، «موتورولا» أنقذت أجيال من الشلل لما قدمت أول جهاز تليفون محمول. أي نعم هو كان كبير شويتين وبيطلع له اريال وفيه زراير إلا إنه كان بأي حال من الأحوال تليفون محمول. وشوية بشوية الموبايلات بدأت تصغر وزرايرها تختفي لحد ما وصلنا لشكل الموبايل الحالي.
من اس إم اس للواتس
اختراع الموبايل سبب تطور كبير أوي في طريقة التواصل بين الناس وقتها أصبح فيه خدمة الرسايل النصية القصيرة – SMS- أول رسالة اتبعتت سنة 1992 كانت بتقول «عيد ميلاد مجيد». أول موبايلات كانت بتدعم خدمة الرسايل القصيرة كانت موبايلات نوكيا الأصيلة وده سنة 1993. شوية بشوية التواصل بالرسايل النصية انتشر واتحول لرسايل سريعة بتتبعت في التو واللحظة وبدون شروط للطول أو القصر وده باستخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي. والمدهش إن النظام ده كان مستخدم زمان أوي في 1960 في جامعات أمريكية كبيرة زي «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا»و«جامعة كامبريدج» للتواصل بين العلماء في المعامل وشوية بشوية اتقدم للعامة لحد ما غزا العالم كله وظهرت تطبيقات المحمول اللي دلوقتي مالناش غنى عنها.
تقدر من خلال ياقوطة تدوّر وتقارن وتشتري كل اللي نفسك فيه ويوصلك لحد البيت.