المقامه فى اللغه كالمقام موضع القيام كمكانه ومكان: استعملت فى المجلس، ثم فى الجماعه الجالسين، ثم سميت الأحدوثه من الكلام مقامة، كأنها تذكر فى مجلس واحد تجتمع فيه الجماعه لسماعها. وأما عن نشأه المقامه فى الأدب، فقد جاءت ثمره تيارين فى الأدب العربي: تيار ادب الحرمان والتسول الذى انتشر فى القرن الرابع للهجرة. وتيار ادب الصنعه الذى بلغ به المترسلون مبلغاً بعيداً من التأنق والتعقيد. وأما هدف المقامه فقد كان تعليمياً، وقد انحصر هذا التعليم فى اللغه والبيان اولاً ثم تناول شتى المعارف الشائعه فى كل عصر. والمقامه فى النثر اشبه شيء بالمنظومات الشعريه التى كانت تنظم قديماً فى موضوعات النحو والعروض والبيان والمنطق تسهيلاً للحفظ، وقد اجريت على اسلوب السجع الموسىقى لهذه الغايه نفسها، وهى وإن كانت ذات غايه تعليمية، فقد اصبحت شيئاً فشيئاً ميداناً واسعاً لإظهار البراعة، وبسط المعرفة، والتباهى بالمحصول العلمى ولا سيما اللفظي، وهى وإن غلب على موضوعها تصوير الكديه والمكدين (أى الشحاذه والشحاذين) فقد جمعت موضوعات اخرى كالمديح، والوصف، والنقد والوعظ، والفكاهة، وغيرها.