شهد المصريون فى علاقتهم بمبارك شهر عسل قصيرا للغاية، يبدو انه جاء نتيجه لبعض النصائح التى اعطيت بتهدئه الأوضاع بعد مقتل الرئيس، وأن يحاول ارضاء مختلف طوائف المعارضه ريثما يستتب له الأمر (أو بالأحرى ريثما يستتب الأمر لناصحيه) وبالفعل بدأت السماء تتلبد بالغيوم قبل انقضاء سنه واحده على اعتلاء الرئيس مبارك كرسى الرئاسة، ثم بدأ اليأس يتسرب الى النفوس شيئا فشيئاً من ان يحدث اى اصلاح حقيقى فى السياسه او الاقتصاد. الى ان اكتشفنا ان تحالفا قوياً قد تم عقده بين اصحاب المصلحه فى الخارج والداخل، تتعارض اهدافه تعارضا تاما مع المصلحه الوطنية، سواء فيما يتعلق بالسياسه الخارجيه او العربية، او بالموقف من اسرائيل، او بسياسه الانفتاح الاقتصادي. فما الذى حدث للاقتصاد والسياسه والمجتمع فى مصر خلال السبعه وعشرين عاما التالية؟ هذا هو ما يحاول هذا الكتاب الإجابه عنه. ولكنى فى كتابه كثير من فصول الكتاب وجدت من الملائم ان ابدا الحديث بما كان عليه الحال قبل ان يتولى الرئيس مبارك الحكم، بل ورجعت احياناً الى عهد ما قبل الثورة، املا ان تلقى هذه العوده الى فتره سابقه ضوءاً مفيداً على مغزى عهد الرئيس مبارك.