لست أنا.. لم أكن أرغب في أن أصبح هكذا.هذا الترس الذي يُحركه المجتمع، ليس له دور سوي في إطار غرفته، ترس صدأ من قلة الإستخدام، وإهماله.. أعيش في صخب، بين ناس لا أشعر بوجودي بينهم، ولكني معهم كأي شيء عمداً قبلته ولا يُشبهني، ولكنه يُنسيني حقيقتي.أمام المرآة ستبصق علي كل تفاصيلك، تبتسم بسمة بلهاء، ثم تمضي وتتناسي، وتسلك مسلك ليس لك ربما تصطدم بواقع حقيقي في كلمة منثورة، أو طفل يثور علي أبيه رافضاً كونه جباناً يقبل راضياً أو مرغماً بواقع لم يصنعه، صنعه شبح وقنع به وجسدَّهُ آله.الثورة، ما الذي تُعنيه الثورة، أنت نكبة ونكسة، وشيء مُدنس كل يوم تقبل بشيء ولا ترفض سوي شيء واحد فقط وهو المحاولة.فكيف نصنع القدر ولازلنا هذا الترس الذي لم يلتفت أحداً حتي لصخبه.أنظر في وجوه الناس فأستريح هما يُشبهونني كثيراً، في جُبني، ضعفي، صمتي، بسمتي، بلاهتي وفِي كل شيء سيّء.. دائماً هم الجهلاء من يتشابهون في كل شيء حتي ما يعتقدون أنهم عباقرة فيه.متي ينكسر هذا السجن وتخرج لتُبدع، كيف تُتقن الحقيقة بعدما علمتها وأصبحت إنسان وفشلت وفضلت في النهاية الخنوع علي أن تحيا حُراً كي لا تفقد نفسك، كأن من فقدوا أنفسهم وهم يحاولون أن يثوروا علي واقهم ليسوا ببشر وأنت وحدك البشر لأنك نافقت نفسك.متي أَجِد نفسي في عالم يُقدرني، مؤكد لم أخلق لهذا الدور الحيواني، أنا لست حيوان، لست بجبان، ولكني سُرعان ما أتناسى كوني كذلك وأعود من جديد لمرآتي فأبتسم بسمة بلهاء، وأذهب لأناس بلهاء مثلي لا أَجِد معهم سوي واقع مزيف وهم كذلك.