لم اكن اعرف منك سوى كلمات ترفعنى عالياً ترطم برأس غيمه السماء، وذلك ما اعرفه عنكِ! نشرت مره اخرى فى الصحيفه التى تعشقينها كما قلت فى رساله الكترونيه عابره لتأتى رساله منك تصرخ كلماتها بهمس نعومه احرفك…” اعجابى بكلماتك وأسلوبك لا ىعنى انى اوافقك على كل ما تكتب، انتبه الى ذلك جيداً… لدى ملاحظات عدّة.. ونقاش كبير… لا اعتقد ان البريد الإلكترونى يستطيع ان يضم كل ما اريد ان اقوله لك، سأكون جريئه بعض الشيء وسأحكم اسوار خجلي، وسأقول لك كل شيء عن كلماتك التى لم تكتبها انت!! ارسل لى رقم هاتفك!!! وفاء: قرأت رسالتك، وأعدت قراءتها عده مرات، ترددت كثيراً شيء ما فى داخلى لا افقهه وضعنى بين ارسال رقم هاتفى وبين تجاهل طلبك.. او امرك!!.. وأرسلت رقم هاتفي..، وانتظرت سماع صوتك.. ولا زلتُ يا وفاء اتذكر جيداً ذلك الوقت.. لم تعطنى الشمس فى مغيبها لون رحيلها المميز، كانت السماء مزدحمه بغيوم كثيره تكاد ان تلامس اسطح المنازل ولم تنبس بقطره مطر واحدة. صوت محمد عبده ينساب بهدوء من الركن الأيمن لسرىرى حيث جهاز التسجيل بأغنيه (اسمحى لى يا الغرام) تحت وطء الظلام القادم من خلف مخيب الشمس، كنت اعيش من خلال رؤىتى من النافذه طفولتى التى لم تعش زخات المطر، كانت امى حينما ترى الغيوم داكنه وتنبئ بالمطر تسحبنا انا وأختى من على الأرصفه وتغلق علينا باب الدار، لنسمع نداءات المطر التى تطرق النوافذ والأبواب، رنين هاتفى النقّال سحبنى من الماضى الى الحاضر، ادرت جسدى وتركت الغيوم التى تكاد ان تلامس نافذتى واتجهت اليه بعدما خفضت من صوت التسجيل، نظرت الى شاشته وكان الرقم غريباً.. وكان صوتك، صدق احساسي… ومن هنا كانت البداية”.