في منتصف العقد الرابع من القرن الحادي والعشرين، وبعد مُعاناةٍ طويلة لنتائج الأزمة الاقتصادية التي بدأت مع نهاية العقد الأول، كان العالم على موعدٍ مع تحوُّلٍ جذريٍّ غير مسبوقٍ في حياته، ترتَّب – بالدرجة الأولى – على أزمة مالية طال أمدُها، عصفَتْ بالكثير من الكيانات، وقوَّت شوكة كيانات أخرى ..
تَحَول فرض نفسه بعد أن جربت القُوى العُظمي أشكالًا مُتعددةً من التعاون والهمينة والتصادُم والتحالُف والتصالُح والصَّداقة، لكن محاولاتها انهارت الواحدة تلو الأخرى .. كل نظرية فكر فيها منظروا ذلك الزمان، ووُضعت للتطبيق تركت وراءها كمًّا هائلًا مِن الدمار والدماء، ولم تتمكَّن التجاربُ المُتعاقبة من إزالة مُخلفات سابقاتها أو الإتيان بجديدٍ يحمل في طيَّاتِه بذور الصمود فترةً أطول في وجه الأعاصير ..
ولم تترك الطبيعة الإنسان يُعاني فقط حُكَّامَه ونُظمهم وتجاربَهم الفاشلة، بل زادت من عَصْفِها بهِ، فأحاطته بالعواصِف والحرائق والبراكين والزلازل، وأصابته بالتَّصحُّر، وشُحِّ المياهِ، وزيادة الاحتباس الحراري، ونُدرة الأمطار .. لسوء تخطيطيه الحضري في بعض المناطق (أوربا وأمريكا) من ناحية، وضعف استعداداته لمواجهتها (في آسيا) من ناحيةٍ أخرى، وإهماله وقِلَّة خِبرته في مناطق أخرى (الشرق الأوسط وأفريقيا)..
تضرَّرت مُجتمعات الدول الفقيرة اقتصاديًّا من مُضاعفات الكوارث الطبيعية أكثر من غيرِها، لأنها افتقدت سنوات عديدة القُدرةَ على توفير الرِّعاية الصِّحِّيَّة والعدالة الاجتماعية لسُكَّانها، لذلك زادت بينها معدلات الوفيات في بعض الأحيان بنسبة 200 % ..
حدثت أولى الكوارث في منتصف عام 2017، وأفقدت زهاء 375 مليون نسمة مصادر معيشتهم وموارد حياتهم اليومية ..
فُوجِئَ العالَمُ كله بوهجٍ ناريٍّ نشرَ العَتَمةَ على أكثر من ثلثي كوكب الأرض نتيجة عاصفة شمسية، أعقبه انتشارُ أعمدة هوائيةٍ هائلة ذات ألوان تتنوَّع بين الأخضر والبرتقالي .. الظاهرة التي لم تستمر سوى 90 ثانية أثَّرت في الطاقة الكهربائية في معظم البلدان! وشوشرت على الإرسال الفضائي في العالم كله! وحطَّمت العديد من وسائل النقل الجوية والأقمار الصناعية ..وسائل النقل الجوية والاقمار الصناعية ..