مع بدايات كل صيف نقلب اوراق التاريخ وتتذكر الأمه العربيه جراحها وآلامها ودمائها وشهدائها ومراره الهزيمه فى حرب 1967 .. فالحديث عن حرب 1967 ىأتى اليوم بعد اربعين عاما ، لا لشيء الا لأن اثارها لا زالت تؤرقنا والغطرسه الصهيونيه لا زالت مستمرة، والأنكى من ذلك .. اننا لا زلنا لم نع الدرس .. ولازلنا نقلب الحقائق فنجمل القبيح ونقبح الحسن ، ونتهم الشريف ، ونكرم ونمجد الفاسدين المفسدين .. فالهزيمه كانت سريعه وفادحه اذ كانت على جبهات ثلاث ، ادت الى تغيير كامل للأوضاع الاستراتيجيه ، وقد مكنت اسرائيل من فرض نظريه الأمن الخاصه بها ، وهى تحقيق اغراضها على اساس توازن القوى وليس توازن المصالح .. والكتاب يكشف اسرارا وبيانات مؤسفه لعلنا نجد العبرة. والحديث عن حرب 1967 ىأتى اليوم على لسان الشيخ الخبير الذى سمع ورأى ما دار وراء الستار .. ورأى القيادات وهى تدفع بالأبرياء لتذبح فى صحراء سيناء لتغطى اخطائها ومفاسدها وتجلب الهوان لأجيال لم تعرف حقيقه ما كان يحدث لأمتها .. يأت الحديث على لسان من لم ينافق او يجامل او يجمل القبائح بل كان من المخلصين الذين يصدقون القول والنصح للرئيس جمال عبد الناصر .. مما ادى الى تكليفه من الرئيس عبد الناصر بمسئوليه وزاره الحربيه بعد النكسه مباشره ثم برئاسه جهاز المخابرات العامه فى ذلك الوقت العصيب .. ليطهر البلاد ممن فسدوا وأفسدوا فى اشهر قضايا التاريخ الحديث : قضيه فساد جهاز المخابرات. فالمؤلف من الضباط الأحرار ، عمل مستشارا للرئيس عبد الناصر للشئون السياسيه وسفيرًا بالمغرب والعراق ووزيرا لشئون مجلس الوزراء ثم وزيرا للحربيه ورئيسا للمخابرات العامه حيث قاد اكبر العمليات ضد العدو الإسرائىلى منها عمليه اغراق المدمره ايلات و تدمير الحفار .. ولم يكرم ولم يطلب التكريم لأنه عاش – و لا يزال- زاهدا مستغنيا لم تبهره السلطه او الدنيا بأسرها بل هو يرجو رحمه ربه، ورحمه ربك خير مما يجمعون .