ان معرفه الأمريكيين المطرده بالشرق الأوسط تعكس الدور الرئيسى الذى تحتله المنطقه فى حياتهم الآن، لقد اصبحت الولايات المتحده متضامنه ومشاركه فى الشرق الأوسط بصوره كبيره تمس حتى وجودها وكيانها. وبذلك اصبح الشرق الأوسط بوجه عام مؤثراً على امن الولايات المتحده وسلامه كل سكانها. وعلى الرغم من هذه الأهميه القصوى للشرق الأوسط، فلا يزال الأمريكيون -إلى حد بعيد- غير واعين بتاريخ بلادهم الثرى متعدد الجوانب فى هذه المنطقة، اذ يبدو ان معظمهم يعتقد ان الولايات المتحده اصبحت نشطه فى الشرق الأوسط بعد الحرب العالميه الثانية، او مع بدايات الصراع العربى الإسرائيلى، او مع اكتشاف النفط السعودى. يرجع نقص المعرفه بتاريخ الشرق الأوسط -ولو جزئياً- الى عدم وجود كتاب شامل فى هذا الموضوع. فلم تسع ايه دراسه الى التعرف على الموضوعات المكرره فى هذا التاريخ، او الى تقديم اطار منهجى لتحليله، وحتى يومنا هذا لم تقدم ايه دراسه عرضاً اكاديمياً لدور الولايات المتحده فى الشرق الأوسط، اى عرض ميسر للعلماء وعامه القراء على السواء. ويسعى هذا الكتاب الى ملء ذلك الفراغ. ان كتابه مثل هذا العمل تثير العديد من التحديات.