وكان الزوج قد اقترب منه، وأخذ ذراعه فى صمت، فسار معه الى خارج المقبرة، وقد انتهت المراسيم، وأخذ الحاضرون فى الانصراف. ودعا الزوج” راهب الفكر “إلى سيارته، وفى اثناء السير بدا منه تلميح الى مسأله زوجته… وما تم فيها، فأخرج “راهب الفكر” الورقه التى وقعتها الزوجة، وقدمها اليه، فقرأها ودسها فى جيبه، وتناول يد صديقه وضغط عليها ضغطاً ينم عن شكره وتقديره لهذا الضيع! وخطر “لراهب الفكر” شبح الزوجة، وخاف ان تعاود المجيء اليه متذرعه بحجه من الحجج لتحاول فتنته مره اخرى! وقد يضعف او يلين لشيطان سحرها وغوايتها فما يجدر به ان يفعل؟ لا بد من تدبر الأمر منذ الآن”! الصراع بين الروح والجسد هى قصه الإنسان الأزلية. وهاهو توفيق الحكيم يعالجها من خلال قصه كاتب يطمح الى السحر يجسده الى مراتب الروح، الا ان القدر يضع فى طريقه غوايه تتمثل فى امرأه متزوجه ينساق اليها الا انه يصحو ليجد نفسه فى صراع بين نوازعه الجسديه وبين مبادئه، بين جسده وبين روحه، ليحسم توفيق الحكيم ذاك الصراع لحساب الروح والأخلاق والمثل. قصه يشتاق القارئ الى نهاياتها فى يومنا هذا.